مجزرة «البايجر»: عندما اجتاح الفيروس الضاحية! (زينب حمود – الأخبار)

الخميس ١٩ أيلول ٢٠٢٤

مجزرة «البايجر»: عندما اجتاح الفيروس الضاحية! (زينب حمود – الأخبار)

ما حدث في اليومين ليس مشهداً يمكن لذاكرة الضاحية الجنوبية أن تتخطّاه وتهضمه بسهولة. «شاهدت يوم القيامة بعيني»، هكذا تصف نور «الهرج والمرج» بعدما فجّر العدو أجهزة الإرسال «بايجر» (Pager) التي يحملها عدد كبير من عناصر حزب الله أول من أمس. «كان الناس يركضون بحالة هستيرية ويسبح شبان بدمائهم وتنقل السيارات والدراجات النارية وحتى «التوك توك» مئات المصابين، من غير أن يعلم أحد ما الذي يحصل؟». صحيح أنّ أهالي الضاحية يملكون «مناعة» ضدّ الاعتداءات مثل خرق الطيران الإسرائيلي لجدار الصوت والغارات والتفجيرات، لكنّ المجزرة الأخيرة تشبه أفلام الخيال العلمي عندما يضرب فيروس قاتل مدينة بكاملها: جريمة غير مسبوقة لجهة ضخامتها والتفكير الشيطاني لمن هم وراءها، والجرأة في تنفيذها، والعدد الكبير من الجرحى في أكثر من منطقة، جرت مباغتتهم في سياراتهم، وعلى درّاجاتهم النّارية، وفي محالّ السوبر ماركت، وأثناء وجود أولادهم في أحضانهم…قرابة الثالثة والنصف عصر الثلاثاء، كانت ريما تتسوّق في برج البراجنة عندما سقط شاب بجوارها على الأرض، وقد بدت عليه فجأة إصابة في خاصرته. ولم تفهم زهراء ما الذي حصل مع رجل يقف بهدوء على «الكاشيير» في سوبر ماركت قبل أن «ينفجر» بهذه الطريقة الغريبة. «علامات الصدمة التي بدت عليه تؤكد أنه ليس إرهابياً، لكن من الذي فجّره؟»، سؤال حيّر كلّ من كان في المكان. وخلافاً لردّات الفعل بعد وقوع أي انفجار في موقع معيّن، لم يعرف الناس ماذا يتوجب عليهم فعله، وإلى أي وجهة يركضون. عندما توالت «حوادث إطلاق الرصاص» و«انفجار بطاريات السيارات»، كما فسّر البعض الجريمة في بداياتها، سأل سائق الأجرة، علي، نفسه: «هل يكون هناك يوم مشؤوم كهذا حتى أصادف في كل شارع وزقاق حادثة متفرقة؟»، قبل أن يسمع من البعض أن «مُسيّرة ترمي قذائف بشكل عشوائي».

«الجنون» على أبواب المستشفيات كان يوحي بأنّ كارثة قد وقعت، من تجمهر الناس الذي أقفل الطرقات، إلى صراخ عشرات سائقي السيارات لفتح الطريق لأنه «معنا جريح»، والقيادة المتهورة، وزحمات السير الخانقة التي دفعت أحدهم إلى ترك سيارته في وسط الطريق على بعد أمتار من مستشفى الساحل وحمل الجريح على ظهره، إلى أصوات سيارات الإسعاف التي لم تتوقف لساعات. المشهد من الداخل لم يقل كارثية، يتحدّث ممرضون عن مئات الجرحى المُضرّجين بالدماء الذين دخلوا دفعة واحدة، بين إصابات في البطن، الخاصرة، الفخذ، الأطراف ولا سيما اليدين، وأكثر الإصابات جاءت في الوجه والعينين. ولكثرة الإصابات التي وقعت في دقيقة واحدة، عالجت بعض المستشفيات جرحاها في الباحات الخارجية، كما فعل كلّ من مستشفى الرسول الأعظم وبهمن.

شيئاً فشيئاً، بدأت خيوط الجريمة تتكشّف، لكن، عدم حصر الاعتداء في مكان واحد، وعدم معرفة من هم حاملو هذا الجهاز، والتخوّف من كشف الاستخبارات الإسرائيلية أسماء العناصر عبر استخدام الهواتف الذكية، كلّ ذلك عقّد عملية الاطمئنان على الأهل والأقارب والأصحاب، ودفع البعض إلى استخدام رسائل مشفّرة معهم أو الاكتفاء بسماع أصواتهم. ورغم هول الجريمة، إلا أنها لم «تكربج» أبناء الضاحية الذين هرعوا للإغاثة والمساعدة، إلى جانب متضامنين من أكثر من منطقة، وقد بدت لافتة لهفة أبناء طريق جديدة وطرابلس الذين سارعوا للتبرع بالدم «لأهلنا في الضاحية». وخُصصت أماكن لاستقبال المتبرّعين بالدم، كما في ميدان الشهداء في أوتوستراد السيد هادي نصرالله، وتقاطع قصقص- الطيونة. وهناك من قصد المستشفيات، ووقف عند بابها بانتظار أن يأتي دوره، مثل فتاة وقفت عند باب مستشفى الرسول الأعظم لتسأل باستمرار: «أنا A+ ما بدكن؟»، غير يائسة رغم ما سمعته أنه «نعفي النساء إلى الآن». المشهد أمام مستشفى الرسول كان سوداوياً ويصعب وصفه، ولا يقلّ سواداً بالابتعاد عن المستشفى باتجاه عين السكة، حيث تتجمهر الأمهات والزوجات والأخوات، تظهر على وجوههن علامات الحيرة والقلق، يقصدن رجالهن المتسمّرين عند باب المستشفى، بين الحين والآخر، علّهم يُسمِعونهنّ خبراً عن جرحاهن.

عرب خلدة تبرّعوا بالدم وتفقّدوا الجرحى

«تأكيداً على وحدة الصف السنّي – الشيعي والقفز فوق كلّ الخلافات الدّاخليّة لمُجابهة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف اللبنانيين»، جال أحد أهم وجهاء العشائر العربيّة في خلدة، الشيخ رياض ضاهر الملقّب بـ«أبو زيدان»، على رأس وفدٍ على عدد من المستشفيات في العاصمة، توزّع عليها الجرحى للاطمئنان على صحتهم، إضافةً إلى التبرّع بالدم لمصلحتهم. وشدّد «أبو زيدان» من «مستشفى الرسول الأعظم» على أن «فئات الدم تتعدّد من النّاحية الطبيّة، ولكن ما نشاهده اليوم من تضامن وطني يدل على أن هناك فئة دم واحدة لكل اللبنانيين باختلاف انتماءاتهم وطوائفهم، هي فئة الشهامة العربيّة»، متمنّياً السلامة للجرحى والرحمة للشهداء الذين سقطوا. وأضاف: «إذا استدعى الوطن أن نتوجّه إلى الجبهات، فنحن العشائر العربيّة على مستوى لبنان وشبّان بيروت على استعداد لذلك، تماماً كما قاومنا العدوّ ودحرناه عام 1982».
وفي السياق نفسه، دعا ديوان العشائر العربيّة «أهلنا للتوجّه إلى أقرب مركز للتبرّع بالدم، فأنتم أهل الفزعة».

شارك الخبر

مباشر مباشر

04:22 pm

بريطانيا تدرج 10 أشخاص و20 سفينة وإدارة بوزارة الدفاع الروسية في قائمة العقوبات

04:12 pm

مسوؤل أمني إيراني: الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرة مسيرة في ملاير في محافظة همدان

04:09 pm

الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذّر: إيران غيرت طريقة هجومها ومدة التنبيه باتت أقل من 10 دقائق!

04:04 pm

إيران تعلن تمديد تعليق جميع الرحلات الجوية

03:57 pm

القسام: فجرنا عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية أمس وأوقعنا أفرادها بين قتيل وجريح شرق عبسان الكبيرة

03:55 pm

ما جديد التحقيقات في قضية رياض سلامة؟

03:53 pm

نجاة عون صليبا توجّه دعوات للحكومة بشأن حماية المواطنين من أي تلوث إشعاعي محتمل

03:47 pm

مدفيديف يصف “مجموعة السبع” بالنادي الميت

03:43 pm

إيلون ماسك ينشر نتائج فحص المخدرات

03:41 pm

موظفو قصر عدل جديدة المتن لم يتوقفوا عن العمل

03:37 pm

لجنة الاشغال طلبت من الحكومة الرجوع عن قرار هدم الاهراءات

03:27 pm

القناة 14 العبرية نقلاً عن مسؤول أمني: نحن أمام 48 ساعة حاسمة في الحرب ضد إيران

03:26 pm

نتنياهو يلتقي لابيد لإطلاعه على تحديثات أمنية

03:22 pm

تقديم مواعيد إقلاع عدد من رحلات الـMEA المتوجهة من بيروت الى الاردن والخليج العربي

03:19 pm

المطران عوده عرض ونائب رئيس مجلس الوزراء للأوضاع وشؤونًا أرثوذكسية

03:15 pm

الخطيب التقى حمية: للإسراع في إعادة الإعمار

03:13 pm

الاتحاد الأوروبي: حاجة ملحّة للتهدئة

03:13 pm

توقيف مطلوبين لارتكابهما جرائم سرقة

03:11 pm

الإدارة والعدل ناقشت إقتراح قانون إستقلالية القضاء العدلي وتستكمله في جلسة مقبلة

03:04 pm

الميادين: أكثر من 80 شهيداً بنيران الاحتلال بقطاع غزة اليوم و65 منهم في خان يونس

03:03 pm

العراق يفعّل غرفة الطوارئ تحسّباً لأي تسرب إشعاعي

03:03 pm

وسائل إعلام إيرانية: اندلاع حريق في مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي استهدفته “إسرائيل” أمس

03:00 pm

بالصورة: مواعيد الامتحانات الرسمية لدورة العام 2025

02:57 pm

وكالة الطاقة الدولية تخفّض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2025 و2026

02:51 pm

الرئيس عون تابع التطورات الإقليمية والإجراءات المتعلقة بتأمين عودة اللبنانيين الى بيروت

02:41 pm

الإمارات: إجراءات تشغيلية لمواجهة تداعيات غلق أجواء بعض الدول

02:32 pm

قطر: نعمل على التهدئة بين إسرائيل وإيران

02:32 pm

طيران الشرق الأوسط تعلن تسيير رحلة اضافية من والى باريس في 19 حزيران

02:28 pm

كوريا الشمالية ستساعد في إعادة إعمار كورسك ورئيسها قرّر إرسال 1000 خبير متفجّرات إلى روسيا لإزالة الألغام

02:17 pm

بوصعب يضع الرئيس عون في أجواء النقاش داخل اللجنة النيابية التي تتولى درس مشاريع قوانين الانتخاب ووجهات النظر حيالها

02:17 pm

ملك الأردن: الهجمات الإسرائيلية على إيران تهدّد بتصعيد خطير بالشرق الأوسط

02:00 pm

طائرة تابعة للخطوط السعودية تغيّر مسارها بعد تهديد بوجود قنبلة

01:57 pm

مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران أطلقت حتى الآن 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل

01:53 pm

المكتب العقاري المعاون في سراي عاليه سيستقبل المعاملات يوم الثلاثاء 24 حزيران بدلاً عن يوم الخميس 26 حزيران

01:51 pm

الكرملين: الوضع مقلق ويتجه نحو مزيد من التصعيد

01:44 pm

الملفّ الاقليمي بين الرئيسين الإماراتي والتركي

01:40 pm

رسامني تسلم رسالة من نظيره القطري تتضمن منحة قيمة لصالح وزارة الاشغال:ستسهم في رفع مستوى الخدمات وتعزيز قدرات قطاع النقل العام

01:36 pm

زاخاروفا: مجموعة السبع تعترف بتكبّدها خسائر بمليارات الدولارات بسبب العقوبات على روسيا

01:33 pm

وزارة الدفاع الإيرانية: تل أبيب لن تصمد أمام حرب طويلة مع طهران

01:29 pm

مشاة البحرية الروسية تتصدّى لمحاولة إنزال أوكرانية في خيرسون