في عز أزمة كورونا، وبينما يجب أن يكون عمل منظمة الصحة العالمية في لبنان عملاً تقنياً يهدف إلى الإضاءة على حقيقة الجائحة والتخفيف من آثارها ومساعدة لبنان على تخطي هذه المرحلة الوبائية الصعبة، حوّلت مديرة البرامج في المنظمة الدكتورة إليسار راضي العمل إلى سياسي صرف. راضي “عم تشتغل بالسياسة الداخلية” مستخدمة هذه المنظمة الدولية كمنصة للتعليقات السياسية وهو ما يطرح علامات استفهام عن مدى معرفة القيّمين الدوليين على المنظمة عن كيف يعمل المسؤولون المحليون. وهنا يطرح السؤال: ألا يجب أن ينأى ممثلو المنظمات الدولية عن أنفسهم من الدخول بتفاصيل تفاصيل السياسة الداخلية وتوجيه انتقادات هنا وهناك والهجوم على هذا أو ذاك؟ وهل يعلم مسؤولو المنظمة بهذه التصرفات؟ وهل يقبلون بتكوين الرأي العام انطباعاً خاطئاً عن المنظمة بسبب فرد؟
إن مثل هذه الممارسات تزعزع التعاون بين المنظمة والدولة اللبنانية، الأمر الذي يمنع معرفة الحجم الحقيقي للمساعدات التي تقدمها المنظمة إلى لبنان.
المطلوب إما تصويب الأداء وإما محاسبة من يتقاضون مبالغ طائلة مقابل عملهم في المنظمة فيما لا يفعلون أي عمل جدّي. المرحلة تتطلّب تغييراً ومحاسبة!