خاص-حنان مرهج
على رغم ان مرحلة ما بعد الإستشارات النيابية الملزمة سادها نوع من السرية والكتمان، الا ان مسار التأليف يبدو قد انطلق، وبحسب المصادر ان النقاش الحقيقي يحصل في الكواليس وليس في العلن، ومتى حصل نكون امام الخطوة الأولى من مرحلة التأليف، وفي هذا الأطار كشفت مصادر مطلعة على ملف التأليف ان الأسبوع المقبل سيكون حافلا باللقاءات التي ستشكل اساس الانطلاقة والتوجه.
وأكَّدت مصادر مطلعة على الملف الحكومي لـ”المدى” ان سعد الحريري من المفترض ان يلتقي جميع القوى السياسية هذا الأسبوع بهدف التنسيق، وسألت ان لم ينسق معها كيف سيأخذ ثقة المجلس النيابي، وبالتالي سيخضع الحريري لأمر اساس وهو ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شريك اساسي في عملية التأليف.
ورأت المصادر انه يجب على الحريري ان يستفيد من اخطاء الماضي وان لا يقع بها مجدداً، وعليه ان يتعامل مع رئيس الجمهورية من خلال مناقشة الأفكار التي تتعلق بعدد الحكومة وطبيعتها ومن سيسيميها، وان يسير وفق وحدة المعايير. فعلى غرار تنسيقه مع الدرزي والشيعي ايضاً يجب ان ينسق مع المسيحي، وكشف المصدر انه اذا سار الحريري في هذا المسار سنكون امام اسابيع من ولادة الحكومة، وان اصر على توزيع الحقائب والإستفراد فمصيره سيكون مصير مصطفى اديب.
في السياق عينه شددت مصادر مقربة من كتلة التنمية والتحرير لـ”المدى” على ان كل المؤشرات تدل الى الإيجابية والأمور لا تحتاج الى وساطات للقاء الأفرقاء وهذا ما اظهرته الإستشارات في ساحة النجمة، قائلة ان لا عوائق تحول دون التلاقي، وهذه المناخات اذا ما استمرت بالإتجاه الصحيح تؤدي الى حكومة قريباً بعكس ما يرمي بعض الإعلام عن اجواء متشنجة وهو امر غير صحيح، وكشفت مصادر كتلة التنمية ان الجميع حريص على ان يكون شريكاً والجميع يتعاطى بايجابية ومرونة، ولكن تبقى مسألة التأليف مرهونة بسياقها الدستوري، وبالتشاور بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية.
مصادر مقربة من التيار الوطني الحر اكدت لـ”المدى” ان التيار ورئيسه جبران باسيل ايجابي الى اقصى الحدود ولا يشترط شيئاً سوى وحدة المعايير والتعامل بالمثل بين جميع الأفرقاء، واذ اشارت المصادر الى ان التيار يفضل حكومة تكنو-سياسية، الا انها اكَّدت استعدادها لتسهيل ولادة الحكومة، مؤكدة ان لا تواصل حصل منذ الاستشارات، ولكن لم تستبعد حصول لقاء وتواصل الأسبوع المقبل، وردا على سؤال لفتت مصادر التيار الى ان كل المؤشرات تدل على ان العلاقة مع الحريري افضل من السابق، خصوصا من خلال الحديث الذي حصل خلال الاستشارات، وتأكيد رئيس التيار النائب جبران باسيل ان الخلاف مع الحريري سياسي وليس شخصيا.
معلومات مطلعة على موقف حزب الله أوضحت لـ”المدى” ان الأجواء ايجابية وسط تفاؤل بسرعة التأليف، وعلى رغم ان لا اتصالات حصلت منذ الإستشارات النيابية، الا انها توقعت ان تعود مروحة الإتصلات مع بداية الأسبوع المقبل، كاشفةً ان الحزب متمسك بموقفه في مسألة تسمية الوزراء، ومن حيث المبدأ كما كان الإتفاق مع مصطفى اديب سيكون نفسه مع سعد الحريري، مع الحرص على ان لا تكون الحكومة مصغرة، وان تتشكل من 20 وزيرا، بهدف انتاجية اكبر.
كذلك، أكدت المصادر حرصها على الحوار، لافتة إلى أن الحزب ابلغ الحريري حرصه على ان يحترم رأي الكتل النيابية، ويكون الحوار والتفاهم ضروريين للتوصل الى تشكيل الحكومة، وتمنى على الحريري ان يكون كل الأفرقاء ممثلين في الحكومة العتيدة.