ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أنّ مصر تقوم بإنفاق مليارات الدولارات من الديون لتشييد عاصمة جديدة “فاخرة” للبلاد.
وقالت الصحيفة إنه “في سهلٍ صحراوي على بعد 40 ميلاً شرق وسط القاهرة، تتشكل عاصمة جديدة مترامية الأطراف، مع ناطحات السحاب والمساكن الفاخرة ومراكز المشاة التي تمثل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لمصر الحديثة”، مضيفةً أنّ “مليارات الدولارات من الديون تغذيها للمساعدة في تحقيق ذلك”.
ولفتت إلى أنّ “مصر تهدف إلى جذب أكثر من 6 ملايين شخص إلى المنطقة التي تبلغ مساحتها 270 ميلاً مربعاً، والتي من المفترض أن تكون العاصمة الجديدة”، وتابعت أنه “على الرغم من أنّ المشروع لم يكتمل بعد، إلا أنّ الحكومة تخطط لبدء نقل 40 ألف موظف حكومي إلى منطقة حكومية مكتملة في كانون الأول”.
وتُقدّر تكلفة المدينة الجديدة، المعروفة باسم “العاصمة الإدارية الجديدة”، بعشرات المليارات من الدولارات، وهي محور خطة السيسي لتحويل مصر إلى دولة حديثة، إلى جانب مشاريع البنية التحتية مثل توسيع قناة السويس، وشبكة وطنية من الطرق السريعة الجديدة والجسور والأنفاق، ومنتجع على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أنّ الرئيس المصري “يتابع هذه المشاريع المكلفة على الرغم من الأزمة الاقتصادية المستمرة في مصر”، حيث تواجه البلاد أكثر من تريليون دولار من الديون المحلية والخارجية في السنوات المقبلة، وفقاً لشركة الأبحاث البريطانية “أكسفورد إيكونوميكس”.
وأوضحت الصحيفة أنه “من المفترض أن تشمل العاصمة الجديدة حديقة يزيد طولها عن 20 ميلاً ومطارها الخاص وجامعاتها”، مضيفةً أنّ “المنطقة التجارية الرئيسية ستضمّ العديد من ناطحات السحاب، بما في ذلك ناطحة سحاب مكونة من 78 طابقاً ستكون الأطول في القارة الأفريقية”.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ التخطيط العمراني في جامعة القاهرة، سامح العلايلي، قوله بأنّ “الحكومة بنَت العاصمة الجديدة لتقول إن لدينا دولة حديثة وأننا نبدو مثل دبي”، مضيفاً: “في الواقع، إنه مشروع لإظهار ناطحات السحاب، بدلاً من تلبية الاحتياجات الحقيقية للبلاد”.
كذلك، لفتت “وول ستريت جورنال” إلى أنّ “المدارس والمستشفيات والمطاعم لم تكتمل بعد في المدينة الجديدة، ومن المرجح أن تكون باهظة الثمن بالنسبة لمعظم المصريين الفقراء”.
وكانت وسائل إعلام مصرية ذكرت في عام 2015 أنّ العاصمة الجديدة ستكلف ما مجموعه 45 مليار دولار، فيما قال خالد عباس، رئيس الوكالة التي يسيطر عليها الجيش والتي تدير العاصمة الجديدة، إنه يتوقع أن يتجاوز المبلغ النهائي هذا التقدير، وفقاً للصحيفة.