كتبت صحيفة “الديار”: هل تنجح الاتصالات في تذليل العقبات أمام اعلان الهدنة في غزة نهار الاثنين في ٤ آذار كما هو متوقع؟ لا جواب اسرائيلي حاسم حتى الآن؟ المفاوضات في باريس متعثرة، واسبوع حافل بالاتصالات والتوترات والمفاجات، نتنياهو يريد انجاز صفقة الاسرى اولا للموافقة على هدنة رمضان المؤقتة، وسحب ورقة الاسرى من حماس والا اقتحام رفح، فيما حماس تريد وقفا شاملا لاطلاق النار قبل البحث في اي ملف، مع انسحاب شامل للقوات الاسرائيلية من قطاع غزة وليس جزئيا وادخال المساعدات فورا، واعلنت حماس انها لن تعطي «اسرائيل» اوراقا عجزت عن اخذها بالقوة رغم الليونة التي تبديها من اجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وتؤكد مصادر حماس، ان بايدن ونتنياهو يريدان سحب ورقة الاسرى المهمة من ايدي حماس والعودة الى القتال بعد انتهاء الهدنة، وهما مصران على عدم اعطاء حماس اي صورة للنصر.
وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، ما زال نتنياهو يفتش عن صورة النصر والوصول إلى يحيى السنوار حيا او ميتا او انجاز ما على الارض في رفح يقدمه للرأي العام الاسرائيلي كي يجنب نفسه المصير الأسود الذي ينتظره. ومن هنا، تزدحم الصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام العالمية بمئات السيناريوات عن القائد يحيى السنوار واماكن وجوده، وبعد اعلان نتنياهو عن وجود السنوار في رفح مع قيادات حماس، اعلنت الصحف الأميركية انه ما زال في خان يونس يقود المعارك بنفسه ضد القوات الإسرائيلية، وهذا التناقض في البيانات الإسرائيلية الأميركية بشأن قادة حماس ينطبق على سير العمليات العسكرية والمواجهات المستمرة في خان يونس وشمال غزة ورفح وكل القطاع، وما زالت المقاومة تتمتع بكامل جهوزيتها وحيوتها وتتحكم بالانفاق وتصوير العمليات العسكرية وممارسة القصف الصاروخي اليومي وشل المدن الفلسطينية المحتلة والاقتصاد الاسرائيلي. وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، ان قيادات المقاومة في غزة ابلغوا المسؤولين القطريين والمصريين رفضهم الطريقة التي تديرون فيها المفاوضات، و «التعامل معنا كأننا مهزومون، وهذا غير صحيح مطلقا، نحن منتصرون ونحن من يفرض شروطه».
وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان «إسرائيل» المربكة والمهزومة حاولت التعميم وايهام الرأي العام بأنها حصلت على وثيقة كتبها السنوار تحمل انتقادات لحزب الله لارباك الساحات الداخلية للمقاومين، وسها عن بال نتنياهو حسب المصادر الفلسطينية في بيروت، ان وفودا من حماس وبينها قيادات من غزة تلتقي قيادات حزب الله وتنقل تحيات قيادات حماس في غزة، وبينها السنوار، إلى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وكل المقاومين على ما يقومون به في المواجهات ضد القوات الإسرائيلية مع المجاهدين في العراق واليمن الذين يمدون المقاومين في غزة بالمعنويات في قتالهم ضد «إسرائيل»، كما أن قيادات حماس يطلعون حزب الله عبر قنوات التواصل على كل ما يتعلق بالمفاوضات، والمعروف أن حزب الله يوافق على كل ما توافق عليه قيادات المقاومة ولاعلاقة له بالمفاوضات ولا يتدخل فيها، وعند اعلان وقف النار وموافقة المقاومة فان الحزب سيوقف النار فورا من جنوب لبنان.
وفي اخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات، فان نتنياهو يطرح يوميا شروطا جديدة، واقترح ترحيل ١٥ اسيرا فلسطينيا الى قطر من بين المحكومين بالمؤبد الذين سيفرج عنهم، كما اقترح الافراج عن ٥ مجندات بالإضافة إلى مطالب اخرى، وبالتالي فان مصير المفاوضات ما زال غامضا، ونتنياهو مصر على انجاز في رفح قبل الموافقة على وقف النار. وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان التعثر في المفاوضات رفع من حدة المعارك والمواجهات الضارية في غزة والاعلان عن مقتل ضابطين اسرائيليين و١٤ جريحا، بعد ان حاولت «اسرائيل» التقدم في بعض المواقع، وبالتزامن، اعلنت القسام استهداف مقر قيادة اللواء الشرقي ٧٦٩ معسكر «غيبور» وثكنة المطار في بيت هلل بـ ٤٠ صاروخا من جنوب لبنان، واعلنت القسام ان عمليات القصف تأتي في سياق الرد على مجازر العدو ضد المدنيين في غزة واغتيال القادة الشهداء واخوانهم في الضاحية الجنوبية. بدورها نفذت المقاومة الاسلامية سلسلة عمليات نوعية وقصفت قاعدة ميرون الجوية «بصليات» من الصواريخ خلفت دمارا واضرارا كبيرة في المنشات العسكرية .
والسؤال: هل يتم تذليل الشروط المعقدة، واعلان الهدنة الاثنين ام تتدحرج الاوضاع الى جولة عنف جديدة ومحاولة اقتحام رفح وارتكاب مجازر جديدة يسعى بايدن ان تكون حصيلتها ٥٠ الف قتيل وليس ١٠٠ الف، مقابل اعطاء الضوء الاخضر لنتنياهو للقيام بالعملية وتقديم كل ما يحتاج اليه الجيش الاسرائيلي من عتاد.
الأوضاع في لبنان
ما ينطبق على غزة ينطبق على جنوب لبنان بالنسبة لوقف النار، والهدنة تشمل الجنوب اللبناني اذا اعلنت في غزة، ولا بد من انتظار الايام المقبلة، ولذلك تتوقع مراجع سياسية عليمة، ان يعود المبعوث الأميركي هوكشتاين الى بيروت بعد الاعلان عن وقف النار في غزة والعمل مع اليونيفيل من خلال اللجنة الثلاثية في الناقورة وكذلك مع الحكومة اللبنانية الى إعادة الاوضاع في جنوب لبنان الى ما كانت عليه قبل ٧ تشرين الاول، وهذا هو المطروح حتى الآن، فيما الورقة الفرنسية وانسحاب حزب الله من ٧ إلى ١٠ كيلومترات غير مطروح الا عند الفرنسيين وغير قابل للتحقيق، وهذا ما يجزم صحة التسريبات عن وجود تباينات اميركية فرنسية بشان كل الملفات اللبنانية، علما ان الورقة الفرنسية تم رفضها من الحكومة اللبنانية ايضا وتعد ردا متكاملا عليها، حتى الصحف الاسرائيلية قللت من مضمون الورقة الفرنسية وامكانية تنفيذها.
عمليات التهويل ولا حرب شاملة
وفي المقابل، فان عمليات التهويل الذي يشنها البعض نقلا عن الموفدين او نسبها الى معلومات ومصادر دبلوماسية او تسريبات وغيرها، عن شن «اسرائيل» ضربة على الضاحية الجنوبية وبيروت وتوسيع دائرة الحرب ليست الا «فقاقيع صابون» و «اسرائيل» عاجزة عن فتح الجبهة الجنوبية بشكل شامل، وترسل الرسائل غير المباشرة عبر اليونيفيل عن عدم رغبتها في توسيع دائرة الحرب رغم بعض الضربات التي تتطلبها طبيعة المعركة، حتى واشنطن ترفض توسيع داىرة الحرب كونها تدرك عجز الجيش الاسرائيلي عن فتح جبهة لبنان، فالحرب مع حزب الله مختلفة على كل الصعد. وستكلف «اسرائيل» اثمانا كبيرة، كما ان توازن الرعب في الجنوب يدفع الاسرائيلي الى الاحجام عن القيام باي مغامرة عسكرية باتجاه الحرب الشاملة، اما كلام المندوبين والموفدين فكله «اسرائيلي الهوى».