أكد الملك الأردني عبدالله الثاني، أن المجتمع الدولي شهد خلال السنوات القليلة الماضية، العديد من الاضطرابات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية.
وقال في خطاب له أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، اليوم الثلاثاء:”إن أبرز هذه الاضطرابات تتمثل في جائحة كورونا، والتهديدات الأمنية، وصولا إلى حرب في أوكرانيا، وحرب قاسية على غزة، وأخيرا الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها”.
وأضاف: “نحن نعيش موجة تلو الأخرى من الاضطرابات من دون توقف، فلا عجب أننا نشعر بأن عالمنا قد ساده الانفلات”، و”نشعر وكأن العالم فقد بوصلته الأخلاقية فالقواعد تتفكك والحقيقة تتبدّل كل ساعة والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي”.
وقال: “يعلّمنا التاريخ أن الحروب نادرا ما تكون فقط حول بسط السيطرة على الأراضي بل هي معارك حول وجهات النظر العالمية والأفكار والقيم التي ستشكل مستقبلنا”.
وتابع: “أوروبا تدرك ذلك جيدا، فبعد الحرب العالمية الثانية، اختارت أوروبا إعادة البناء، ليس فقط لمدنها بل للركائز التي تأسست عليها، إذ صممت شعوب أوروبا على ترك الماضي وراءها، وبناء عصر جديد من السلام. اختاروا الكرامة الإنسانية عوضا عن الهيمنة، والقيم عوضا عن الانتقام، والقانون عوضا عن القوة، والتعاون عوضا عن الصراع”.
وفي حديثه عن غزة، قال:”إن مرور 20 شهرا على هذه الوحشية يجب أن يثير قلقنا جميعا، لكن ليس بوسعنا أن نتعجب من ذلك، لأنه عندما يفشل مجتمعنا العالمي في سد الفجوة بين القول والفعل، وعندما لا تُمارس القيم السامية، فإنها تصبح ادّعاءات فارغة ومستهلكة”.