خاص- جنان جوان ابي راشد
من اصل حوالى مليونين، غادر لبنان أكثر من مليون نازح سوري منذ بداية اعتماد الامن العام آلية العودة “الطوعية” في نهاية حزيران 2018. وكانت الدفعة الأكبر في الثالث من الجاري وضمّت 1498 نازحا.
رئيس “الحزب اللبناني الواعد” فارس فتوحي الذي يعمل حزبه على الارض لاعادة النازحين تحدث لـ “المدى” عن تحرك الحزب الجمعة امام الاسكوا بعنوان “جمعة العودة”، موضحا انه للضغط لأخذ الامور بمزيد من الجدية بما يصب في مصلحة النازحين قبل مصلحة لبنان، رافضا الحديث عن عنصرية. ولفت الى ان الامن العام هو الذي اعلن ان عدد النازحين العائدين وصل الى مليون عائد.
ورأى فتوحي ان الامم المتحدة التي هي على تواصل مباشر مع النازحين الطرف الاكثر تأثيرا على عدم عودتهم من خلال استمرار مساعداتها المالية لهم في الداخل اللبناني، وايضا من خلال حملة التخويف تجاههم والتي تبين انها زائفة. وذكّر بزيارة نظمها حزبه للاعلام اللبناني الى المجمّعات المخصصة للعائدين في سوريا، والتي وصفها بالبيوت المجهّزة حيث المأكل مؤمن، وكذلك الطبابة والمدارس، فيما يعاني النازحون في لبنان من الحرمان ومن اوضاع مزرية.
واعتبر فتوحي ان العودة كان يمكن ان تكون أسرع لو كان هناك عدد أكبر من الجهات السياسية في لبنان يساعد على عودتهم، فيما هناك عدد من الدول ليس من مصلحته اعادتهم وقد ساهمت الامم المتحدة في الامر. واعتبر ان النزوح بمجمله كان اقتصاديا وليس سياسيا، وهذا ما تبين بعد العدد الكبير الذي غادر البلاد بسبب الازمة الاقتصادية الاخيرة في لبنان.
واشار فتوحي الى ان بعض الاطراف في لبنان يحاول التقليل من فداحة الخسائر المالية والاقتصادية والانعكاسات على البنى التحتية اللبنانية جراء استمرار بقاء النازحين وسط ما يحصل ماليا واقتصاديا، وقال ان من المستحيل تحسُّن الاقتصاد في لبنان في ظل وجود هذا العدد الهائل من النازحين على أرضه.
تقدّر كلفة النزوح السوري ما بين 25 و30 مليار دولار بحسب وزير الاقتصاد منصور بطيش، بينما يحاول بعض الاطراف التقليل من عبئها، على الرغم من الظروف المالية والاقتصادية الخانقة في لبنان.