قال مندوب لبنان في محكمة العدل الدولية عبد الستار عيسى، إن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية تعتبر تهديدا للمجتمع الدولي، وأنه لا يمكن أن تستمر إسرائيل في انتهاك المعايير والقوانين الدولية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
وتطرق عيسى إلى الرأي الاستشاري الذي أصدرته المحكمة عام 2004، وأن تدخل المحكمة في مثل هذه المسائل يعتبر ضروريا من أجل دعم السبل السياسية، وقال: “جميعنا يدرك أنه صدر عنكم قرار قبل أكثر من 20 عاما لكن لم تتوقف إسرائيل عن القتل والتدمير للمجتمع الفلسطيني، وبالتالي الرأي الاستشاري أصبح مهما ويجب متابعته”.
وشدد على “أهمية خلق البيئة القانونية التي تساعد الدول في الوصول إلى حلول للنزاعات والصراعات، وعلى أهمية تدخل الأطراف الثلاثة من أجل تمكين الدول والوصول إلى حل للنزاعات، ونحن نطلب رأيكم الاستشاري في القضية المطروحة”.
وقال إن إسرائيل تستمر في اختراق الأنظمة والقوانين كافة، وما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو دليل على ذلك، وهي تقوم بحملة إبادة جماعية والسكوت عنها واحدة من “مسخرة” التاريخ الحديث، كما أنها تستمر في انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، في انتهاك لقواعد القانون الدولي.
وتابع عيسى: إن جميع المرافعات التي قدمت أكدت طبيعة الاحتلال غير القانوني وغير الشرعي، وبالتالي يجب اتخاذ الرأي الاستشاري والعمل من أجل منع تدهور الوضع أكثر، فمنذ بدء الاحتلال تمارس إسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني وتعمل على الاستحواذ على أراضيه بالقوة العسكرية، في انتهاك للمعايير الدولية ومواثيقها الداعية لتفادي استخدام القوة.
وأشار إلى أن إسرائيل عملت على محاصرة قطاع غزة لسنوات طويلة، ضاربة بعرض الحائط معايير الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولا يمكن لها الاستمرار في ذلك. كما شدد على أن احتلال أراضي الغير باستخدام القوة أمر ترفضه الدول ومخالف لمبادىء القانون الدولي، مضيفا ان إسرائيل مستمرة في سياسات الاحتلال والضم للأراضي الفلسطينية وبناء المستعمرات وتدمير المباني على الرغم من القرارات الكثيرة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، وعلى المحكمة أن تعتبر اختراق وانتهاك اسرائيل للمعايير والقوانين الدولية من خلال ضمها للأراضي الفلسطينية، انتهاكا واضحا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
وقال إن لبنان يرى أن إسرائيل تعمل على انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني كافة، أولها الحق في تقرير المصير وبناء السيادة الفلسطينية والاستقلال الفلسطيني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن إسرائيل وعلى مدار العقود السابقة تمنع قيام الدولة الفلسطينية وتستمر في انتهاك كافة حقوق الإنسان، فهي تصادر الأراضي الزراعية وتسرق موارد المياه، وتستمر في ممارسة انتهاك حق الشعب بتجسيد سيادته على أرضه وفي وحدة أراضيه.
وأضاف أن إسرائيل، ومن خلال السياسة الاستعمارية والاستيطان والبنى التحتية للمستعمرات في الضفة بما فيها القدس الشرقية، تثبت أنها تريد الاستمرار في احتلالها للأراضي الفلسطينية، وبذلك هي مستمرة في خرق معايير القانون الدولي والالتزامات الدولية، وعلى دول العالم العمل من أجل الزام إسرائيل بالقوانين الدولية.
وأكد أن تفكيك المستعمرات الإسرائيلية وانسحاب القوات العسكرية من الأراضي المحتلة أمر هام، وعليها التوقف عن انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وقال إن الاحتلال غير قانوني وغير شرعي، ولا يمكن له الاستمرار، وأن إسرائيل ملزمة بإنهاء تبعات وآثار الوضع غير القانوني الذي أوجدته، وعلى دول العالم المساهمة بوقف هذه الإجراءات الإسرائيلية واحترام القوانين الدولية، والعمل معا لإزالة أي عقبات أمام الشعب الفلسطيني في حقه بتقرير المصير، وإجبار إسرائيل على التوقف عن بناء المستعمرات ونهب الأراضي.
كما أكد أن على الدول ألا تعترف بالأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل في الأراضي المحتلة، ويجب أن يتوقف هذا الاحتلال بسرعة ودون شروط. وقال عيسى: لبنان تطالب المحكمة باستخدام ولايتها، وإذا ما أردنا السلام والعدالة علينا الاعتراف بالحقيقة، ولبنان يحث على المساعدة لإحقاق العدالة للشعب الفلسطيني ليتحقق السلام في الشرق الأوسط.