عادت منحوتة حجرية ضخمة، أبدعها فنانو حضارة “الأولمك” قبل أكثر من 2000 عام لتستحضر روح المعتقدات الدينية القديمة، إلى المكسيك، بعد أن بقيت لعقودٍ من الزمن في الولايات المتحدة، وسط ابتهاج مسؤولين وعلماء بعودتها.
وخرجت المنحوتة، التي تُعرف حالياً باسم “وحش الأرض”، من وسط المكسيك على الأرجح، في ستينيات القرن الماضي، وبقيت لفترة في أيدي هواة اقتناء الآثار، وفي المعارض العامة كذلك، قبل أن يعثر عليها عملاء لمكافحة تهريب الآثار، يعملون مع الادعاء العام في نيويورك.
وتَزِن القطعة الأثرية المليئة بالرموز قرابة 1000 كيلو غرام، ويُرجّح أنّه عُثِر عليها قبل خروجها من المكسيك بعدة عقود، في موقع أثري بولاية موريلوس، إلى الجنوب مباشرة من العاصمة مكسيكو.
وتشير المعلومات أن هذه القطعة نُحتت من الصخور البركانية، في وقت ما بين عامَي 800 و400 قبل الميلاد، في أوج ازدهار حضارة “الأولمك”، وهي واحدة من أقدم المجتمعات في المكسيك، وقد عاشت في مواقع متقاربة على ساحل خليج المكسيك. واشتهرت شعوب “الأولمك” بالتقاليد الفنية المتقدّمة، بما في ذلك منحوتات ضخمة على شكل رؤوس بشرية.
وتُصوِّر المنحوتة جبلاً أسطورياً ومدخلاً لكهف فيه يأخذ شكل صليب، وفقاً لخبير الآثار ماريو كوردوفا، المتخصص في حضارة “الأولمك”، والذي سافر إلى الولايات المتحدة في إطار جهود استعادة “وحش الأرض”.
ويقول البعض إنَّ المنحوتة ربّما تكون قد استُخدِمت في طقوسٍ دينية كممرٍّ مقدّس.
وأشاد وزير الخارجية المكسيكي، مارسيلو إبرارد، بعودة المنحوتة إلى بلاده، وقال قبل وصولها على متن طائرة: “إنها تعطينا لمحة عن أصولنا”.
ومطلع شهر نيسان الماضي، سلّمت السلطات الأميركية البعثة الدبلوماسية المكسيكية في نيويورك التمثال، حيث نشر إبرارد تغريدةً أشار فيها إلى أنّ قنصل المكسيك في نيويورك، خورخي إيسلاس، أكّد له أنّ “التمثال العائد إلى حضارة أولمك استُردَّ، وهو على وشك العودة إلى وطنه، الذي لم يكن يُفترض أن يخرج منه قطّ”.