اوضح وزير الخارجية السابق عدنان منصور انه “ما دام نتنياهو يرفض اي هدنة موقتة او اي وقف لاطلاق النار، فهذا يعني ان الجهود تتلاشى امام تعنّته، خصوصاً وانه يدرك جيداً وقوف الولايات المتحدة الاميركية الى جانبه، واعطاءه الضوء الاخضر للسير بعيداً في حربه ضد لبنان”.
وذكّر منصور عبر “المدى” بـ”أن مشروع بناء شرق اوسط جديد كان طرح من قبل شيمون بيريز عام 1994، وعندما أتت كوندوليزا رايس الى بيروت أثناء عدوان 2006 قالت “إننا نشهد مخاض شرق اوسط جديد”، كما أن نتنياهو أعلن في اليوم الثاني لطوفان الاقصى أنه سيغيّر الشرق الاوسط. لكن الشرق الاوسط لا يتغير من قبل أي دولة إذا كانت الشعوب لا ترضى بهذا التغيير، وشعوب المنطقة لا تقبل أن يكون هناك شرق اوسط جديد بحلّة أميركية ـ إسرائيلية من أجل أخذ المنطقة الى الحضن الاميركي”.
كذلك ذكّر منصور بـ”أنها ليست المرة الاولى التي تقصف فيها اسرائيل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، فقد سبق لها أن فعلت في العام 2006، وهذه سابقة خطيرة جدا لأن ما قامت به أمس كان قرارا متعمّدا عن سابق تصور وتصميم وليس عن طريق الخطأ، لانها تريد إبعاد اليونيفيل عن مكانها الجغرافي تمكيناً لها من التوغل في الاراضي اللبنانية في ما بعد. فما جرى أكرر أنه سابقة خطيرة جدا خصوصا وان قوات اليونيفيل تمثل المجتمع الدولي ككل”. ولاحظ أن الردود الغربية “لم تكن على مستوى المسؤولية مطلقا، فهناك من تحدث عن قلقه وهواجسه، وهذا لا يقدّم ولا يؤخّر بالنسبة لاسرائيل”.
واشار منصور الى أن “الحياة السياسية في لبنان قائمة على التوافق ولا يمكن لاي جهة أن تختزل أخرى مهما كان، وإذا ما حصل ذلك فلن يؤدي الى الاستقرار السياسي ولا الى السلام الداخلي في لبنان. لذلك أعتقد أن اميركا بمطالبها لا تسعى لا الى السلام ولا الى الاستقرار بمقدار ما تسعى الى خلق عداوات واضطرابات وحساسيات في الداخل اللبناني، لأن الامر يجب أن يُترك للبنانيين هم الذين يقرّرون من ينتخبون. اما أن تفرض حكومة امر واقع او اختزال فريق ضد آخر، فلن يحقق الاستقرار للبنان لا اليوم ولا في المستقبل”.
وجزم منصور أخيراً بـ”أن الشعوب لا يمكن أن تهزم، وأي عمل عدواني لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية. فكل الحروب التي اشعلتها إسرائيل في المنطقة منذ عام 48 وحتى اليوم لم تحقق لها السلام والاستقرار، وهي لن تنعم بهما طالما هناك قضية شعب يبحث عن أرضه وعن دولته، وطالما أنها تريد فرض الامر الواقع ولا تكترث للقرارات الدولية ذات الصلة “