ميقاتي في إحتفال “طرابلس عاصمة الثقافة العربية”: عازمون على العمل بعزم وارادة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان

الجمعة ٢٤ أيار ٢٠٢٤

ميقاتي في إحتفال “طرابلس عاصمة الثقافة العربية”: عازمون على العمل بعزم وارادة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان

 

ألقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلمة في إحتفال “طرابلس عاصمة الثقافة العربية” وقال فيها:

ايها الحفل الكريم
يُطِلُّ علينا في هذا اليوم، تاريخٌ حيٌّ نابضٌ في الوجدان، حَمَلتْهُ وحمَتْهُ طرابلس، جيلًا بعد جيل. تاريخٌ ليس من حجرٍ وآثارٍ فقط، بل من مشاعر ناسٍ عاشوا في رِحابِها، في جيرة المساجد والكنائس، بين البحر والقلعة والأسواق، وعلى امتداد سماحةِ النفوس، ومَضَافة الليمون. وشيدوا لهم ولها تراثًا من المودةِ والإيمان، ومن الفنونِ والعلومِوالعمران، فاغتنى بهم أمسُها وحاضرُها، ومستقبلُها الذي سنعملُ كلُّنا ليكونَ مشرقًا بإذن الله.
طرابلس أيها السادة، مدينةٌ ليس كمثلِها أخرى، هي المسجدُ والكنيسة، والمدرسةُ والتَكية، والمكتبةُ والجامعة، والمستشفى وسوقُ الفقراء، والخاناتُ والحِرَف، والقلعةُ والمعرض، والنهرُ والبحر، والجزرُ والهضاب، والأزقةُ والشوارع، والحارات المملوكية والأحياءُ الحديثة، وهي أيضًا المدينةُ وكلُّ جِوارِها، من أعلى الثلجِ إلى أدنى الملح، ومن أَبْعَدِ الشواطئ إلى أقربِ المرافئ. لكنَّ أهمَّ ما فيها نسيجُها البشريُّ الذي تتداخلُ فيه كلُّ عناصر الوحدةِ الوطنية. فهي مدينةٌ تجذبُ إليها أهلَها وجوارَها والأبْعَدِين، وتصهرُهم في العيش الواحد، ليحققوا منها وفيها معنى لبنان الرسالة.
في أواسط القرنِ العشرين، خرجت الفيحاءُ من مجتمعِها النهري إلى عالم الحداثة. ورافق هذا الخروجَ حَراكٌ ثقافيٌّ، كان عميقَ التأثير في بُنيةِ المدينةِ وتكوينِ أهلِها، بسبب الانفتاح الكبير على الثقافات الأخرى. فأقبل الطرابلسيون على معطيات الحداثة كافةً، وسطَ بيئةٍ من سماحةِ الفكرِ واتّساعِ الرؤية وتوافر المقوِّمات، فإذا بطرابلس رائدةٌ في تجديد عناصر تراثِها. لكنها بقيت في الوقتِ نفسِه محافظةً على هويتِها، فكانَ أهلُها أمناءَ على عروبتِهم، ملتزمين حتى الشهادة بقضايا العرب، وفي مقدمها قضية فلسطين وصولا إلى حرب الإبادة التي تشنُّها اليوم إسرائيل على غزة وأهلِها، والاعتداءات المتمادية على الجنوب اللبناني الذي يسعى العدو إلى جعله منطقةً محروقة مدمرة غير مأهولة، ولن يستطيع بالتأكيد.
لعلَّ أبرزَ عنوانٍ لدخول طرابلس في الطور الجديد، هذا المعرضُ الذي نحن فيه الآن، والذي يحمل اسمُ الرئيس الشهيد رشيد كرامي. صحيحٌ أن الاستفادةُ منه بالصورة الفضلى التي يتيحُها موقعُه وهندستُه ووظيفتُه، لم تتحقق ْإلى اليوم، لكنَّ من دواعي فرحِنا في لبنان، أنه أُدْرِجَ مؤخَّرًا على قائمة التراثِ العالمي لدى منظمة الأونيسكو، وهذا يلقي علينا بلا ريب، مقدارًا عظيمًا من المسؤولية للحفاظ أولا على ارث حامل اسم هذا المعرض وثانيا على هذا المعلم المعماري الفريد، واستعمالِه من ضمنِ الضوابطَ الفنيةِ والقانونيةِ المعتمدةِ، لتحقيق الوظيفةِ الوطنيةِ التي بُنيَ لأجلها.

أيها الحفل الكريم
لو طبقْنا قاعدةَ تجديدِ التاريخ على صعيدِ السياسة العامة في لبنان، لما تكررت في حياتِنا الوطنية الأزماتُ ذاتُها. فحالة التعطيل التي نعيشُها اليوم ليست سوى تاريخٍ يعيد نفسَه، مررنا بها سابقًا ونمرُّ به اليوم.
بعضَ أهل السياسة عندنا لا يتّعظون من أخطاءِ الماضي، بل يكررونَها ملحقين بالوطن والمواطنين أضرارًا كبيرة، في ظلِّ ظروف دقيقة وخطيرة، إنْ لجهة الوضع المعيشي الناتج عن الحالة المالية والاقتصادية، أو لجهة الوضع الأمني الناجم عن تداعيات حرب غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر عن الجنوب، أو لجهة الأعباء التي تلقيها مشكلة النزوح السوري على كلِّ قريةٍ ومدينةٍ وحيٍّ في لبنان.
فلماذا يصرُّ البعض على استعادةِ الماضي بدلًا من تجديده؟ ولماذا لا نبادرُ إلى إلغاء حالة التعطيل لكي تتمكن المؤسسات الدستورية من ممارسة دورِها، بدءًا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وصولًا إلى تفعيل آخر إدارةٍ من إدارات الدولة؟
والسؤال الاهم لماذا الاصرار على السلبية والتهديم ووضع العراقيل امام الحكومة التي تجهد للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها في انتظار ان يكتمل عقد المؤسسات؟
من طرابلس بالذات اكرر واوكد ان لا مكان للياس في نفوسنا ونحن عازمون على العمل بعزم وارادة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، والتخفيف قدر المستطاع من الآم اللبنانيين ووضع الامور على سكة التعافي.

أيها الحفل الكريم
قبل الختام أن أنوّه بما قام به وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الذي نقل إقامته من بيروت إلى طرابلس لمتابعة كل النشاطات والإجراءات المتعلقة بهذه الفعالية، والذي لم يوفِّرْ جهدًا في سبيل إنجاحها. وأنوه كذلك باندفاع الهيئات الثقافية في المدينة وجوارِها لتحقيق الهدف نفسِه خدمةً للفيحاء ولبنان.
طرابلس تقيمُ اليوم بفرح عيدَ تتويجِها عاصمة للثقافة العربية، وذلك على الرغم من قساوة الأوضاع التي تحيطُ بها وبالوطن. فهنيئًا لها وللبنان والعرب. عشتم عاشت الثقافة عاشت العروبة عاشت طرابلس وعاش لبنان.

شارك الخبر

مباشر مباشر

09:28 pm

اعلام العدو: مسؤول إسرائيلي أكد في رسالة لحماس عبر الوسطاء أن الحرب “ستنتنهي فقط بالاتفاق”

09:14 pm

الجيش يوقف مواطنَين في بلدة نبحا – بعلبك…هذا ما ضبط بحوزتهما(بالصور)

09:06 pm

الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارة على بلدة الطيبة بصاروخين لم ينفجرا

08:58 pm

وحدة الانقاذ البحري: إنقاذ غريق مقابل شاطئ الدامور

08:47 pm

إعلام العدو: الجيش الاسرائيلي يواجه صعوبة في القضاء على كتائب القسام برفح

08:33 pm

سلسلة غارات معادية على بلدات جنوبية!

08:26 pm

انقاذ غريقين عند شاطئ صيدا(بالصور)

08:05 pm

إعلام العدو: من يحدد في الشمال مستوى اللهيب والنار منذ 8 أشهر ومن يملي الحدث هو حزب الله

07:54 pm

5 إصابات جراء الغارة المعادية التي استهدفت منزلا في أطراف بلدة شقرا

07:42 pm

“الجزيرة”: غارة من مسيرة إسرائيلية على محيط بلدة محيبيب

07:37 pm

هوكشتاين سيتوجه إلى بيروت…في هذا التاريخ!

07:34 pm

وسائل إعلام العدو: مقتل جندي وإصابة عدد من الجنود نتيجة انهيار مبنى في رفح

07:32 pm

شهداء الأقصى: قصفنا بقذائف الهاون تحشدات لجنود الجيش الاسرائيلي وآلياتهم العسكرية في محور التقدم في مخيم الشابورة

07:19 pm

مراسل المنار : الطيران المعادي يغير على احد المنازل الخالية في الأطراف الشرقية لبلدة شقرا لجهة الوادي

07:16 pm

بلدية زغرتا تحذر: من يسعى لاستقطاب النازحين السوريين في خيم متفرقة سيتعرض للملاحقة القانونية

06:56 pm

المعلومات كشفت ملابسات عملية تكسير مقهى وإطلاق نار أودت بحياة حارس أمن!

06:37 pm

إعلامية تعتدي على الأملاك العامة البحرية.. والأهالي يحتجون!

06:32 pm

حزب الليكود: غانتس تهرب من اتخاذ القرارات القاسية ورضخ للضغط الدولي

06:01 pm

طفلة سورية بعمر الـ 6 سنوات… ضحية والدها!

05:52 pm

11 دولة ترفض التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر سويسرا حول أوكرانيا!

05:22 pm

مشاهد توثق دخول نازحين سوريين خلسة الى لبنان…شاحنة تقل شبانًا سوريين على أوتوستراد غزير !(فيديو)

04:59 pm

وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي منذ 7 تشرين الاول

04:27 pm

إهماد النيران في احراج عيتات والحؤول دون امتدادها الى المنازل المجاورة(بالصور)

04:15 pm

زيلينسكي: قمة أخرى حول السلام في أوكرانيا ستعقد خلال أشهر

04:06 pm

بالصورة- اصطدام بين مركبتين على تقاطع غاليري سمعان

03:56 pm

ارتفاع عدد الوفيات بين الحجاج الأردنيين إلى 14 شخصا وفقدان 17

03:51 pm

المجلس العام الماروني هنأ بالاضحى

03:38 pm

اعلام العدو عن نتنياهو: المستقيلان يريدان تغيير أهداف الحرب بقرارات انهزامية

03:32 pm

جيش الاحتلال الإسرائيلي: منظوماتنا الدفاعية اعترضت جسما مشبوها في سماء جنوب لبنان

03:24 pm

نتنياهو: إسرائيل دولة لها جيش لا جيش له دولة

03:16 pm

إعلام فلسطيني: 3 جرحى باستهداف إسرائيلي لمواطنين غربي مدينة غزة

03:10 pm

جيش العدو الإسرائيلي: هاجمنا منشأة عسكرية لحزب الله في يارون

02:55 pm

إعلام العدو: مستوطنات الشمال تحولت إلى قرى أشباح.. أمر مقلق!

02:45 pm

الكرملين: على زيلنسكي أن يفكر في مقترح الرئيس بوتين للسلام لأن الوضع العسكري يزداد سوءا بالنسبة لكييف

02:19 pm

الأمم المتحدة: نرحب بإعلان إسرائيل الوقف الموقت للعمليات في غزة

02:17 pm

مشهد لبناني نابض في حفلة عمرو دياب في بيروت

02:14 pm

المدرب سيلفينيو: ألبانيا تتحسس طريقها في ألمانيا

02:10 pm

«واتساب» يعزز مكالمات الفيديو بإمكانات جديدة

02:07 pm

إعلام العدو: تدمير حزب الله لطائرات من دون طيار هو أمر مقلق ومرهق

01:57 pm

بريطانيا تؤجّل استبدال شارتها العسكرية.. ما السبب؟