هزّ العاصمة الروسية موسكو هجوم إرهابي نفذه عدد من المسلحين الملثمين في مجمع ومسرح كروكس سيتي هول. هاجم خلاله المسلحون بفتح النار عشوائياً على المشاركين في حفل موسيقي، فقتلوا العشرات واصابوا المئات. وقال الأمن الفيدرالي الروسي إن الحصيلة الأولية هي 40 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، تبين لاحقاً ان السفارة الأميركية في موسكو كانت قد حذرت رعاياها من خطر حوادث أمنية خلال أيام طالبة منهم عدم ارتياد الأماكن العامة، خصوصاً الحفلات الموسيقية، ولاحقاً أيضاً أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية، التي تربط المصادر الروسية المتابعة بينها وبين الفوز الرئاسي المميز والسلس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات وسط مشاركة شعبية احتفالية، كتعبير عن الثقة بالرئيس الذي نجح في إحباط خطة إسقاط روسيا مالياً عبر حزمة العقوبات الغربية القاتلة، ونجح باحتواء الحرب التي يشنها حلف الناتو على روسيا بالاختباء وراء أوكرانيا.
وتقول المصادر بحسب صحيفة البناء إن نوعية الهجوم تضعه بين جماعات النازية الأوكرانية وجماعات التنظيمات الإسلامية الإرهابية التي تتخذ من شمال غرب سورية مقار لها تحت الرعاية التركية، وقالت المصادر إن واشنطن هي من يمكن النظر إليه كمتهم أول، وإن الجهات المنفذة المحتملة سوف تلقى عقابا سريعاً مناسباً، بالتوازي مع تعزيز إجراءات الأمن الوقائي.
في تطورات حرب غزة، انتهى اجتماع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومجلس حرب الكيان، بتأكيد بلينكن على خطورة الذهاب إلى معركة رفح لما سوف تسببه من مجازر بحق المدنيين.
بينما أكد نتنياهو انه يفضل الذهاب للمعركة بدعم واشنطن، لكنه إذا لم يحصل على هذا الدعم فسوف يخوضها منفرداً. وفي واشنطن دعا الناطق بلسان الأمن القومي الى عدم استباق ما سوف يحدث في الاجتماعات التي سوف تشهدها واشنطن بين الخبراء العسكريين الأميركيين والإسرائيليين لمناقشة معركة رفح والبدائل، لكن مصادر فلسطينية متابعة للشؤون الأميركية الإسرائيلية قالت إن إدارة الرئيس جو بايدن نجحت بشراء صورة المعترض على الجرائم الإسرائيلية وامتلاك حجة تقدّمها للرأي العام الأميركي الغاضب تقول إنها تضغط على حكومة نتنياهو ولا تشاركها المواقف وتحذرها من ارتكاب المزيد من الجرائم، بينما اشترى نتنياهو من الضغط الأميركي عذراً لتأجيل معركة سوف يحرجه خوضها وعدم إنهاء المقاومة بعدها، وتقديم نفسه للرأي العام في الكيان كـ «بطل وطني» يتصدى للضغوط الأميركية لكنه لا يقطع مع واشنطن كحليف ويؤجل المعركة طلباً للتفاهم، وهذه صيغة رابح رابح للطرفين وتبادل عملية تبييض كل طرف لصورة الآخر أمام جمهوره.في نيويورك خاضت موسكو وبكين والجزائر معركة إسقاط مشروع القرار الأميركي لربط وقف النار بتبادل الأسرى، وهو ما وصفه المندوب الصيني برخصة مفتوحة للمزيد من القتل، بينما قال المندوب الروسي إن المشروع الأميركي استفاقة متأخرة دون المستوى، تريد ألف شيء إلا وقف النار، وقال المندوب الجزائري إن ربط وقف النار بملف الأسرى يعني براءة ذمة للاحتلال لعدم وقف النار لأن التعقيدات التي تحيط بملف الأسرى لم يتم حلها، وهو دعم تفاوضي للاحتلال في ملف التبادل عبر هذا الربط، وفي التصويت سقط المشروع بالفيتو الروسي الصيني.
وفيما أعطت مداولات ونتائج اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة انطباعاً واضحاً على تعثّر التوصل الى اتفاق هدنة وبالتالي إطالة أمد الحرب الى ما بعد عيد الفطر بالحد الأدنى، وفق ما تشير مصادر متابعة لمفاوضات الدوحة، يبدو أن جبهة الجنوب على اشتعالها لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة. ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» إلى أن لبنان لن يقبل أيّ مقترح لا يراعي الحقوق اللبنانية وانسحاب «إسرائيل» من كامل الأراضي اللبنانية ولا يمكن الاتفاق على أي ترتيبات تشكل ضمانات أمنية لـ»إسرائيل» قبل ضمان المطالب اللبنانية ووقف الحرب على غزة.