طمأن محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي الى أن الوضع الأمني داخل مراكز الايواء اكثر من جيد بشكل عام ولم تسجل حتى اليوم الا حوادث محصورة جداً، ما يدفعني الى القول إن الوضع مضبوط.
إلا أن مكاوي شاء أن يكون صريحاً، “فنحن نعيش مع الازمة الراهنة كل يوم بيومه، لكن كل التقارير الامنية كانت الى حد كبير مطمئنة، الاحداث كانت نادرة جداً نسبة الى أعداد النازحين الكبيرة، علمًا أنني كنت شخصياً أتوقع أن نشهد أحداثًا أمنية اكثر من التي حصلت، ونعتبرها أيضًا ضمن المقبولة، فعلينا عدم المبالغة في هذا الموضوع، إذ لم تسجّل أي حالة إلا وتمت معالجتها خلال دقائق. فالوضع مضبوط وفي النهاية نحن نتحدث عن دخول وخروج نازحين ولا يمكن تركيب كاميرات على كل باب لمراقبة كل حركة دخول او خروج، إنما كل الاجهزة الامنية تعمل على نحو حثيث ولا شيء حتى الآن يدل الى مظهر غير مطمئن”.
وفنّد مكاوي في حديثه لـ”المدى” أرقام النازحين في محافظة جبل لبنان، وفق آخر الاحصاءات المسجلة رسميًا والذين قد تم تعدادهم على اعتبار أن عددًا كبيرًا منهم، إما استأجروا شققاً وإما سكنوا لدى أقارب لهم ولم يصرحوا عن نزوحهم. وقد جاءت الارقام على الشكل التالي:
199 الفا و79 نازحاً خارج مراكز الايواء
68 الف نازح داخل مراكز الايواء يتوزعون على أقضية الشوف وفيه 115 الف نازح وهو الرقم الاكبر
70 الف في عاليه
18 الف في قضاء بعبدا
26 الف في قضاء المتن
24 الف في قضاء جبيل
13 الف في قضاء كسروان
وسلّط مكاوي الاضواء على احتياجات النازحين، و”هي على كل الاصعدة، فلدينا نقص كبير بأعداد الفرش والبطانيات والمأكل الذي يتم تأمين احتياجاته من خلال مبادرات فردية، ما يستنزف المجتمع المحلي ولهذا السبب نحن في أمسّ الحاجة الى تدفّق المساعدات من الخارج على نحو اكثر، فالجمعيات واللجان المحلية مستعدة لمواصلة تقديم المساعدة وفق امكاناتها المادية لكن هذه الامكانات ستُستنفد مع الوقت وبالتالي هي بحاجة لمواد أولية تُقدّم لها”.
ولفت مكاوي الى ان “الاحتياجات لا تقتصر على المأكل بل تتعدّاها الى مواد التنظيف والعناية بالنظافة الشخصية وتأمين التدفئة، إذ إن عددًا كبيرًا من النازحين موجودون في مراكز إيواء تعلو الـ700 متر وبالتالي لدينا مشكلة كبيرة في تسخين المياه وتأمين التدفئة”.
وعن تقديم المساعدات وآلية تسليمها، أوضح مكاوي”أن كمية المساعدات التي تصل تُعدّ ضئيلة جدًا نسبة للاحتياجات ونأمل أن يتحسن الوضع يوماً بعد يوم، لكن في الوقت الحاضر نتسلّم الحصص الغذائية في كراتين مغلّفة، ونتحدث هنا عن ألف أو ألفي حصة غذائية لكل أعداد النازحين التي ذكرت، والاولوية طبعاً ستكون للنازحين في المدارس لأن الكمية قليلة جدًا. فلدينا 70 الف نازح في المدارس وعندما أتحدث عن الف والفي حصة او 3 آلاف لا استطيع تسليم حصة لكل نازح، وإذا شئنا تسليمها الى عائلة سنقع في مشكلة سوء عدالة في التوزيع، لان هناك عائلة مؤلفة من شخصين وعائلة من 10 افراد، وبما اننا في مرحلة “الشحّ” في المساعدات، فإن الحلَّ الوحيد هو بتسليم الحصص الى مسؤولي المدارس لاستخدامها في المطبخ الذي يكون إما داخل المدرسة وبالتالي يستفيد منها النازحون بالمباشر، وإما خارجها فيتم التنسيق بين القيّمين عليه وادارة الجمعيات لتقديم الطعام للنازحين. ففي الوقت الحاضر هذا هو الخيار الوحيد”.
وعن التحذيرات من انتشار الاوبئة والامراض، اوضح مكاوي انه لم تسجّل حتى الآن حالات مرضية تُعدّ خطيرة، إنما أمكن رصد اصابات بالقمل في أماكن وحالات كورونا في أماكن أخرى وهي اصابات فردية وتمت ملاحقتها سريعًا. لكن هذا لا يمنع قلقنا، لاننا على أبواب الشتاء ولا وقت لدينا، فحتى لو تمكّنا من تأمين مياه الخدمة فمن يستطيع الاستحمام بمياه باردة خصوصًا في الجبال ؟ نعم، نحن أمام تحدّ كبير ونحاول العمل قدر الامكان على تجهيز سخانات ولكن هذا ليس بالامر السهل، فحتى لو تمكنّا من تأمينها التحدّي الكبير يتمثل في كيفية تأمين المواد الاولية من غاز ومازوت لتسخين المياه”.
وختم مكاوي بالقول:” لا أقول إن الوضع ممتاز اليوم لكن نسيّر الامور بالحدّ الأدنى الممكن”.