أشارت مصادر مطلعة لصحيفة »البناء» إلى أن العدو الإسرائيلي يهدف من خلال الاعتداء على القرى والبلدات والأهالي في الجنوب إلى تحقيق جملة أهداف أهمها تنغيص فرحة عودة اللبنانيين وأهالي الجنوب تحديداً إلى قراهم وإحباط هدف العدو بإقامة منطقة عازلة في الجنوب بعمق 5 كلم، فيما لم يعرف مصير عودة المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، حيث دعاهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لعدم العودة قبل ستين يوماً، كما أن العدو وفق المصادر يستغل مدة الهدنة لتكريس قواعد اشتباك جديدة بقوة الأمر الواقع في مرحلة ما بعد نهاية مدة الستين يوماً، ولا سيما الاحتفاظ بحرية الحركة العسكرية والأمنية لإزالة أي مصدر تهديد يمثله حزب الله، وهذا ما لم يستطع انتزاعه تحت النار طيلة أيام الحرب، كما هذه الاعتداءات موجهة للداخل الإسرائيلي للإيحاء بأن جيش العدو لا يزال يملك اليد الطولى في العمل ضد حزب الله، وذلك للتعويض عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب وعلى رأسها القضاء على حزب الله ليكون ضمانة لعودة المستوطنين.
وأشارت مصادر قريبة من المقاومة لـ»البناء» الى أن حزب الله يضع الخروق والاعتداءات الإسرائيلية برسم المجتمع الدولي ورعاة القرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الأخير وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وينتظر ما سيقوم به هؤلاء للبناء على الشيء مقتضاه، كما يفسح المجال للدولة اللبنانية لمعالجة هذه الخروق والانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار بالطرق الدبلوماسية وينتظر انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والرد على مصادر النيران الإسرائيلية وحماية أهالي الجنوب وقراهم وأرزاقهم. أما وفي حال تمادى العدو وفق المصادر فإن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي، كما أن هذا الوضع الشاذ سيدفع أهالي القرى والبلدات والمدن للعودة إلى الميدان والدفاع عن قراهم وأنفسهم من دون استئذان أحد».
وعلمت «البناء» أن مراجع لبنانية رفيعة سياسية ودبلوماسية وعسكرية أبلغت الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية والخارجية الفرنسية وعددا من الدول العربية بالخروق الإسرائيلية للاتفاق والاعتداء على الجنوب، واستباحة أجواءه، وحذرت هذه المراجع من تداعيات الخروق على استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار. ودعت هذه الدول للضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها، فأخذ لبنان وعوداً بمعالجة هذه الخروق فور بدء عمل اللجنة الدولية لمراقبة القرار 1701 واستكمال انتشار الجيش اللبناني.