رندلى جبور- خاص “المدى”
فجر عكار كان انفجاراً وناراً وضحايا. والسبب الاساسي الطمع والجشع، وترجمتهما بالتخزين والتهريب بتغطية سياسية واضحة.
وفي المعلومات المتوافرة أنه حوالى الثانية من فجر الاحد، وفي أرض تستخدم لمستلزمات البناء والترابة في بلدة التليل في عكار يملكها جورج ابراهيم المعروف بجورج الرشيد المقرّب من نائب المستقبل طارق المرعبي، وقع انفجار مدوِّ حصد حوالى 28 شهيداً وأكثر من ثمانين مصاباً بعضهم بحالة خطرة.
ووفق تفاصيل حصلت عليها “المدى”، أن جورج ابراهيم قد أجّر هذه الأرض لمهرّب من وادي خالد يدعى علي صبح الفرج، والاخير موقوف منذ عدة شهور.
وكان قد وَضَع في هذه المساحة ثلاثة خزانات، ترك اثنين منها فارغين للتمويه، وملأ الثالث بالمحروقات تمهيداً لتهريبها. وعلي الفرج مقرّب من نائب المستقبل وليد البعريني وكان أحد أبرز المفاتيح الانتخابية للنائب محمد سليمان. وبات معروفاً أن النواب الزرق في عكار يرعون شبكات تخزين وتهريب المحروقات، وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد نبّه إلى وجود سياسيين وأمنيين يحمون المهرّبين منذ حزيران الماضي.
وبالعودة إلى تفاصيل الانفجار، فإن الجيش اللبناني ومن ضمن عمليات ضبط التخزين السبت ومصادرة المحروقات لتوزيعها على المواطنين مجاناَ، وبعد معلومات وصلته، دهم هذه الخزانات وتبيّن أن فيها آلاف الليترات. وبالفعل، استقدم صهريجاً وملأه بحوالى 17 ألف ليتر، تاركاً كمية تقّدر بألفي ليتر ليستفيد منها أبناء المنطقة، بناء على طلبهم.
وتهافت كثيرون إلى تلك الخزانات ووقعت إشكالات بينهم، وهنا تضاربت المعلومات بحيث يشير بعضها إلى أن إطلاقاً للنار حصل على الخزان أدى إلى الانفجار، وبعضها الاخر يميل إلى نظرية تهديد أحد الأشخاص بأن إذا ما بتخلونا نعبّي رح نولّع، ورمى سيجارة أو أشعل قداحة أدّت إلى وقوع الكارثة.
والكارثة هي في الأساس بسبب الرعاية السياسية والامنية لقطاع الطرق حيناً وللمهرّبين حيناً آخر، وتهديد الناس يومياً في حياتهم بفعل انقطاع المواد الاساسية، ثم استغلال الدم والمتاجرة بالموت بعد المتاجرة بالحياة.