على الرغم من الصورة التشاؤمية التي تفترض الفشل المسبق لمهمّة الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان، فإنّ مصادر سياسيّة مسؤولة تتريث في إبداء موقف حاسم، وإن كانت في طيات موقفها تضع هذا الفشل كأقوى الاحتمالات.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: «صحيح انّ مواقف بعض الاطراف لا تبشّر، ولكن ما علينا سوى ان ننتظر ما سيطرحه لودريان، فأنا على يقين انّه لم يأتِ ليفشل، أو ليغادر لبنان خالي الوفاض، والّا لما كان حضر اصلاً، وخصوصاً انّه يلقى دفعاً مباشراً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، فلا اعتقد انّ هذا الدفع هو في اتجاه الفشل».
ما يسترعي التوقف عنده في هذا السياق، هو ما كشفته مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، بأنّ اللجنة الخماسيّة تواكب ما وصفتها «مبادرتها» التي يقودها لودريان في بيروت، مشيرة في هذا الصدد الى انّ الملف الرئاسي في لبنان سيكون بنداً اساسياً في اجتماع تعقده اللجنة الخماسية على مستوى وزراء الخارجية على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، وبناءً على ما ستؤول اليه هذه المبادرة في بيروت، ستحدّد خطوتها التالية، حيث انّ نجاحها في تحقيق الغاية المرجوة سيدفع باللجنة الى الثناء على الإيجابية والدفع الى إيجابيات اكبر وتأكيد الاستعداد الكامل للشراكة المباشرة في ما يمكن أن يعجّل بخروج لبنان من أزمته. واما في حال تعثّرها، فستنحى اللجنة في اتجاه رفع يدها نهائياً عن الملف اللبناني، وتحميل الأطراف المعطّلين مسؤولية ما سيتمّ اتخاذه من خطوات وإجراءات قاسية بوتيرة متسارعة وعاجلة بحقهم.