لم يتضح المشهد الحكومي بعد وسط حديث في الكواليس السياسية عن أن مسار التكليف والتأليف دخل في مخاض طويل لن يصل الى بر الأمان قبيل حصول أحداث سياسيّة وأمنيّة وماليّة. ولفتت مصادر صحيفة “البناء” الى “أننا عدنا الى مرحلة استقالة الرئيس سعد الحريري في تشرين الماضي وبالتالي الدخول في تجاذب سياسي طويل للاتفاق على رئيس جديد لا يزال بعيداً حتى الآن بسبب تضارب المواقف الداخلية والتناقضات الاقليمية والدولية”، مضيفة: “اليوم تطرح الأسئلة نفسها قبيل تكليف الرئيس حسان دياب كشخصية الرئيس وشكل الحكومة سياسية أو حيادية وهل سيشارك فيها حزب الله والوزير جبران باسيل؟، ما يعني تضييع سبعة أشهر من عمر لبنان، فهل نحن أمام تضييع المزيد من الوقت أم أننا أمام حكومة جديدة تنتج عن تسوية سياسية داخلية – دولية؟”.
وبحسب ما علمت “البناء” فإن حزب الله لا يمانع عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة مع فيتو على السفير السابق نواف سلام”، كما أشارت أوساط متابعة للصحيفة نفسها إلى أن “الرئيس بري والنائب السابق وليد جنبلاط يدعمان عودة الحريري لكن الأخير لم يحصل حتى الساعة على ضوء أخضر من الرياض الى جانب ممانعة غير معلنة من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل”.
في المقابل توقعت مصادر أخرى أن لا يطول مسار تأليف الحكومة نظراً للحراك الدولي المكثف لا سيما الفرنسي – الاميركي حول لبنان والحديث عن مفاوضات فرنسية – إيرانية وأميركية إيرانية غير مباشرة، وكان لافتاً اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب امس، انه “إذا فزت في الانتخابات الرئاسية سأتوصل إلى اتفاق مع إيران خلال 30 يوماً”. فهل ستتوصل المفاوضات الخارجية الى تسوية وتؤلف حكومة خلال أسابيع قليلة أي قبيل زيارة الرئيس الفرنسي الى بيروت مطلع أيلول المقبل أم ستؤجل الحكومة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وإبرام تسوية اميركية إيرانية جديدة؟”.
وفي سياق ذلك، لفتت أوساط نيابية الى الاهتمام الدولي بلبنان ما يؤشر الى تسوية ما يجري طبخها تتظهر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأحد محاورها ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة، وهذا ما سيناقشه هيل مع المسؤولين اللبنانيين اليوم، وكشفت الأوساط أن “الملف تحرك منذ حوالي الشهر وتسارعت المفاوضات وتم الاتفاق على إنجاز الاتفاق خلال وقت قصير”، ونفت الأوساط تقديم لبنان “أي تنازل في الحقوق السيادية”، مؤكدة أن “حقوق لبنان مصانة وبيد أمينة ويتم الدفاع عنها كما يجب”، كما كشفت أنه “وخلال المفاوضات تمت تلبية 4 شروط لبنانية ويتم الاتفاق على الشرط الخامس بالشكل والمضمون وتبقى التفاصيل التقنية يجري بحثها”.
كما أوضحت “أن شركة توتال الفرنسية ستبدأ بالتنقيب في البلوك رقم 9 حيث وجود نفط وغاز فيه مثبت، ووافق لبنان على هذا الأمر، لكي يمنع إسرائيل من سرقة الحقوق اللبنانية”.