خاص المدى جنان جوان أبي راشد
قبل الأزمة المالية والاقتصادية، كانت غالبية اللبنانيين تتوجّه إلى الصيدليات للحصول على الدواء.
أما اليوم فقد ازداد الإقبال على مراكز الرعاية الصحية أو المراكز الاجتماعية أو ما يُعرف بالمستوصفات، وبنسب لافتة للحصول على الأدوية المزمنة بعد ارتفاع أسعارها بسبب رفع الدعم، كيف يمكن الحصول عليها، وهل جميعُها متوفّر؟ ماذا عن جودتها كونها بدائل؟ وهل هذه المراكز تابعة لأحزاب؟
أبو شرف: ليس معيباً اللجوء الى المستوصفات
نقيبُ الاطباء في بيروت شرف أبو شرف يأسف لأن الشعب اللبناني غير معتاد على خدمات هذه المراكز، لكن اللجوء اليها ليس معيباً، فهذه الطريقة معتمدة في كل الدول الغربية، لافتاً في حديث ل “المدى” الى أن أدوية الأمراض المزمنة موجودة في مراكز الرعاية الصحية الأولية ومجاناً، ويوضح أن أي مريض يزور الطبيب في مستوصف ما يُفتح له ملفٌ، ويحصل على الدواء الذي يصفُه له الطبيب.
حمادة: المراكز ليست مؤسسات حزبية ولا تمييز فيها
بدورها، تؤكد رئيسةُ دائرة الرعاية الصحية في وزارة الصحة رندة حمادة أن أدوية الامراض المزمنة موجودة في هذه المراكز اضافة الى أدوية أخرى، وتضيف إن هذا القطاع هو قطاع تشاركيّ بين وزارة الصحة والبلديات والجيش اللبناني والأكاديميا ومؤسسات القطاع الأهلي، موضحة أن مؤسسات القطاع الاهلي لا تعني حكماً مؤسسات حزبية أو تابعة لسياسيين، فربما لدى بعض هذه المؤسسات مرجعياتُها، لكن في ما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية لا وجود للتفرقة بين الطوائف أو الأحزاب أو الجنسيات ولا تمييز بين مواطن وآخر فيها، نافية تفضيل النازحين السوريين على اللبنانيين في الخدمات.
166 دواء في هذه المراكز
أدوية الأمراض المزمنة على أنواعها متوفّرة في مراكز الرعاية، ولكن كـ”جينيريك” أو بديل وليس أدوية ال”براند”، وفق حمادة التي تشير الى 66 دواء للأمراض المزمنة متوفّر و100 دواء آخر للأمراض غير المزمنة كأدوية الأمراض المعويّة والالتهابات وادوية الحساسية والمسكّنات، ولكن كل هذه الأدوية هي “جينيريك” أو بدائل عن الادوية ال”براند”.
أما الادوية غير المتوفرة في مراكز الرعاية، فهي أدوية لحالات مَرَضيّة متقدّمة، ويمكن اللجوء الى وزارة الصحة لنيل الوصفة اللازمة من اللجان الطبية المعنية والدواء من مركز الادوية في الكرنتينا، بحسب حمادة.
عدد المستفيدين ازداد بنسبة 35%
وعن ازدياد عدد المستفيدين من هذه المراكز، تقول حمادة: لقد ازداد عدد المستفيدين من هذه المراكز في فترة ما بعد رفع الدعم بنسبة 35%، موضحةً أن اللافت هو أن هذه الزيادة هي من العائلات اللبنانية وليس من الأجانب، وهناك أصداء إيجابية في ما يتعلق بخدمة هذه المراكز.
كلّ الأدوية المزمنة لها بدائل
كل الادوية المزمنة لها بدائل، إلا أن القليل من الاطباء لا يَعمد الى وصفها لأسباب منها تجارية، تقول حمادة، معتبرة أن الموضوع انساني وعلى كل الأطباء إعطاء إسم الدواء البديل وتوجيه المرضى الى هذه المراكز التي من المفترض اعطاؤها الفرصة، لانها ليست في منافسة مع القطاع الخاص.
الكميات المتوفرة كافية؟
هل كميات الادوية متوفرة في حال ازدياد أعداد المستفيدين مع تفاقم الأوضاع المعيشية يوماً بعد يوم؟
حمادة التي أعلنت أن كمية الادوية المرصودة لهذه المراكز تكفي حتى نهاية العام 2022، كشفت عن اجتماع دعا اليه وزير الصحة فراس الأبيض يوم الجمعة المقبل في وزارة الصحة لمناقشة الموضوع مع الدول المانحة وابلاغها بالأعداد المضطردة والإقبال الكثيف على هذه المراكز لتحصيل دعم إضافي منها، لأن على الجهات المعنية في الدولة عدم البقاء مكتوفة اليدين وخصوصاً أن المسألة تتعلق بالأوضاع الصحية.
وشددت على فاعليّة الادوية الموجودة في المراكز ومصدرها الموثوق وجودة حفظها، وتابعت: “ما على المريض إلا التجربة ثم الحكم”.
في مقابل جُرعة التفاؤل لرئيسة دائرة الرعاية الصحية في وزارة الصحة بالخدمة المميزة لهذه المستوصفات وجودة الادوية وتنوّعها، لا يمكن غضّ النظر عن شكاوى وردت من العديد من المرضى حول التأخير في الحصول على أدويتهم من بعض هذه المستوصفات أو المراكز، لمدة تجاوزت شهرين ونصف الشهر، في حين يشكو آخرون من عدم إيجاد أي من الأدوية البديلة لأدويتهم ال”براند” على غرار الدواء لمرضى السكريjanumet / 50 mg / 1000mg.
مع ازدياد حدّة الفقر والعوز، هل يمكن للمستوصفات أن تكون بديلاً من الصيدليّات؟! وهل التفاؤل المفرط في هذا المجال منطقيٌّ في لبنان بلدِ الوساطات والزبائنية؟!