أفادت “النهار” بأن التناقض العلني الذي برز مساء الخميس الماضي بين موقفي طرفي الثنائي الشيعي الرئيس نبيه بري والأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، شكل تطورا لافتا، أطلق العنان للكثير من التفسيرات ولو أن الطرفين حاولا التقليل منه بنفي أي تضارب أو تناقض بينهما. حتى أن بعض الأوساط ذهب إلى ترجيح أن يكون الرئيس بري تعمد الجزم مسبقا بنفي أي تورط للحزب في الحرب على سبيل ممارسة ضغط غير مسبوق من جانب بري كشريك وحليف أساسي للحزب منعا لانجرار الحزب مجددا إلى تورط من شأنه هذه المرة أن يشكل الخطر الأقصى خطورة على الطائفة ولبنان كلا.
ومع أن الحزب لم يصدر أي توضيح حيال هذه المسالة بما عزز وجهة النظر الذي تعتقد أن مسارعة الشيخ نعيم قاسم إلى التلويح بعمل ما في مرحلة معينة كان للإيحاء بان الحزب وحده يقرر موقفه من الرد او عدمه كورقة أساسية لا يزال يمتلكها غير ان الأوساط الوثيقة الصلة ببري شددت على نفي كل هذه التفسيرات وأكدت أن ما أعلنه بري وما أبلغه إلى الموفد الأميركي حول عدم التورط أبدا في الحرب هو المحور الجاد والجدي المتبع وتاليا فإنه موقف ثابت انطلاقا من التفويض الذي يمنحه حزب الله إلى الرئيس بري في التفاوض واتخاذ المواقف التي تعبر عن اتجاهات الثنائي.
وقد أثير موقف الشيخ قاسم في جلسة مجلس الوزراء عصر أمس إذ بادر وزير الخارجية يوسف رجي إلى مطالبة الحكومة باتخاذ موقف من هذا الكلام الذي يهدد بالتسبب بآثار دولية سلبية على لبنان، وأثار مطلب رجي نقاشا حادا وأجاب رئيس الحكومة نواف سلام بأنه سبق له أن أصدر بيانا يؤكد رفض الانجرار إلى الحرب ولكن رجي اعتبر أن ذلك لا يكفي ويجب صدور موقف عن الحكومة، وفيما أيد عدد من الوزراء مطلب رجي لم يوافق مجلس الوزراء على تبني مطلبه.