خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
احتجاجاً على طريقة تعامل المصارف لناحية المستحقات والحسابات والتحاويل المصرفية وصرف الشيكات وغيرها، تطلق القطاعاتُ الصحية الاستشفائية والطبية صرخة، فينفذ الاطباء ونقابة أصحاب المستشفيات إضراباً الخميس والجمعة مع وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان يوم الخميس.
نقيب الاطباء البروفسور شرف أبو شرف تحدث عن المشاكل المتعددة للاطباء والمستشفيات مع المصارف، ولفت في حديث لـ”المدى” الى توقف كل الاعمال الطبية والصحية يومي الخميس والجمعة، باستثناء استقبال المستشفيات والاطباء للحالات الطارئة والذي سيبقى مستمراً، الى جانب استمرار العمل في أقسام غسيل الكلى واجراء العمليات الجراحية التي لا يمكن تأجيلها.
ووضع نقيب الاطباء هذه الخطوة في اطار تحذير وتنبيه المسؤولين والمعنيين بأن الوضع الصحي بكل جوانبه في خطر، فالاطباء لم يعودوا قادرين على تأمين الحد الادنى من العيش الكريم بسبب العلاقات بين البنوك والمودعين، واصفاً هذه العلاقات بالسيئة وبغير القانونية والانسانية والاخلاقية والتي لا تضرّ بالمصارف فحسب، بل بالاقتصاد اللبناني برمته.
ورأى انه عندما يلجأ الاطباء وهم الفئة الميسورة في المجتمع عادة الى الاضراب والهجرة، فكيف بباقي المواطنين؟! واكد ابو شرف ضرورة إيلاء القطاع الصحي في لبنان الأولوية.
أما في حال عدم التجاوب مع المطالب فيشير نقيب الاطباء الى أن التحرك المذكور هو مجرّد بداية، آملاً أن يتم التجاوب من قبل كلّ من المسؤولين والبنك المركزي والمصارف، وإلا فإننا ذاهبون الى المزيد من التصعيد بما في ذلك الاضراب بطريقة شاملة أكثر ولمدة أطول.
لا قدرة للمواطن اللبناني على تحمّل أعباء الطبابة والاستشفاء في ظلّ عجز الجهات الضامنة، والأطباء والممرضات يهاجرون بأعداد كبيرة، وقد بلغ عددهم حتى الآن ما يزيد عن ثلاثة آلاف طبيب وثلاثة آلاف ممرض وممرضة، فهل يبدأ الانهيار الكامل من قطاع الصحة، أم أن خطورة الأمر ستجعل المعنيين يتهيّبون الآتي؟!