يصل إلى لبنان، اليوم، الموفد الأميركي الرئاسي آموس هوكستين لمتابعة بدء عمليات التنقيب في البلوك الرقم 9، وعرض إدارة وساطة جديدة تستهدف إنهاء ملف الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وبحسب مصادر مطّلعة لـ”الأخبار”، سيُعقد اجتماع موسّع اليوم في مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيبلّغ خلاله ميقاتي الضيف الأميركي بأن لبنان لا يعتبر أنه يدخل في مفاوضات لترسيم الحدود، وأن ما يريده هو أن تلزم الولايات المتحدة إسرائيل بالانسحاب من كل النقاط التي بقيت تحت الاحتلال، و”ما يجري لا يتجاوز حدود إظهار الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة كما كانت عليه قبل قيام كيان الاحتلال”.
ومع أن الموفد الأميركي متفائل بقدرته على إنجاز اتفاق سريع، استناداً إلى ما توصّلت إليه مداولات الأمم المتحدة بشأن التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب. إلا أنه يتعامل بحذر حتى لا يقع تحت الضغط كما حصل في الملف البحري، وهو أبلغ أحد المسؤولين اللبنانيين بأنه “يريد إنجاز الأمر سريعاً، ويرغب بألا يتم تكبيله بشروط كثيرة كما حصل في الملف البحري”. ونقل المسؤول اللبناني عن هوكستين قوله ما معناه بالعربية: “لا تعذّبوني كالمرة الماضية”.
غير أن العدو، من جهته، يستهدف من ملف الحدود البرية ترتيبات تنطوي على ضمانات أمنية على طول الحدود، مع تعزيز انتشار القوات الدولية في نقاط محددة. ويتوقّع مطّلعون أن يعمد الجانب الأميركي من خلال جوقة محلية إلى تحويل الأنظار عن الاحتلال الإسرائيلي لهذه المنطقة، برفع مطلب ترسيم الحدود البرية مع سوريا كما يحصل جنوباً، وهو أمر ليس على جدول أعمال المعنيّين بالأمر في بيروت.
وأمس، تلقّت قيادة اليونيفل في الناقورة إشعاراً لاستقبال الوسيط الأميركي. وتبلّغت القيادة بأنه سيعرج على الناقورة ويستمع منها إلى التقارير العملانية لمهماتها الميدانية. ومنها سينتقل بالمروحية إلى منصة التنقيب في البلوك الرقم 9 المقابل للساحل الجنوبي، وليس مؤكداً إن كان سيجول بالمروحية على الخط الأزرق كما فعل سابقاً.
الترسيم البري أثير مجدّداً بعد إتمام الترسيم البحري. السفيرة الأميركية دوروثي شيا زارت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وطالبته بالترسيم البري. وقال مصدر مطّلع إن الخطة الإسرائيلية لمعالجة النقاط المتحفّظ عليها تركّز على حل مشكلة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بشكل خاص لسحب الذرائع من المقاومة لعدم التواجد بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة. ويصوّب العدو على مراكز جمعية “أخضر بلا حدود” المنتشرة في بعض النقاط المتحفّظ عليها منها خراج رميش، ويهدف من تسوية النقاط المتحفّظ عليها إلى تأمين منطقة آمنة عازلة عند الحدود.