أطلقت وزارة الصحة العامة بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية مشروع صندوق مكافحة الجائحة تحت عنوان “إستخدام نهج الصحة الواحدة لتعزيز القدرة على الصمود والتعافي” وذلك في خلال ورشة عمل في فندق “راديسون – بلو” في فردان، حضرها وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، وزير الزراعة الدكتور نزار هاني وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر, مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة العامة المهندسة جويس حداد ومدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور الياس ابراهيم ورئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة الدكتورة ندى غصن ومديرة مشروع الصندوق السيدة منى حداد.
حداد
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية لحداد أوضحت فيها أن “صندوق مكافحة الجائحة محطة مهمة في مسيرة لبنان لتعزيز أمنه الصحي” واشارت الى أن “الصندوق سيوفر فرصة للتنسيق الحثيث بين وزارات الصحة والزراعة والبيئة والمجتمع المدني ومشاركة البيانات والمشاركة في تصميم الحلول التي تبني القدرة على الصمود، ولا سيما أن الدروس المستخلصة من الأزمات الصحية العالمية والإقليمية الأخيرة سلطت الضوء على عدم قدرة قطاع بمفرده على التصدي للأوبئة”.
أبو بكر
ثم تحدث أبو بكر فلفت إلى أن “صندوق مكافحة الجائحة يعكس الإلتزام بضرورة إبقاء الإستعداد موجودًا لأي تطور صحي ممكن. وقال إن لبنان بلد صغير وهناك خطر دائم بحصول انتشار للأمراض وسط النسبة المرتفعة للأشخاص الذين يسافرون ويتنقلون عبر الحدود مما يؤكد أهمية هذا الصندوق لمواكبة أي تطور صحي ممكن”.
هاني
من جهته قال وزير هاني: “إن الزراعة ملتزمة نهج “الصحة الواحدة” لأن هذا النهج يهدف إلى تحقيق إنماء متوازن ومستدام يصب في المحافظة على صحة الإنسان والحيوان وتوازن الأنظمة البيئية”.
وأكد أهمية “التعاون مع وزارة الصحة العامة بهدف تعزيز القدرة على المكافحة والسيطرة والتعافي”، لافتا الى أن “إنشاء صندوق الجائحة يشكل فرصة إضافية لتحقيق الأهداف المشتركة من خلال تمويل نشاطات تسهم في تعزيز القدرة الخدماتية البيطرية بما فيها مختبرات الصحة الحيوانية على مواجهة تهديدات الأمراض الحيوانية والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، مثل مرض الكلَب والحمّى المالطية”.
واشار في هذا المجال إلى أنه “من المعروف أن ستين في المئة من الأمراض البشرية تنشأ من الحيوانات وخمسة وسبعين في المئة من الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان لها أصل حيواني ووجود رواسب من المضادات الحيوية في منتجات القطاع الحيواني”.
وتناول هاني موضوع كلاب الشوارع لافتًا إلى “مبادرة بين وزارة الزراعة ونقابة الأطباء البيطريين والجمعيات الأهلية والناشطين لعلاج هذه الظاهرة عبر البدء بحملة تلقيح واسعة”.
وتحدث عن أهمية “إبقاء الكلاب في مواقعها الطبيعية، مشددًا على أهمية زيادة الوعي المجتمعي حول أهمية الكلاب في المدن والبلدات والشوارع، وضرورة عدم التعامل معها بقسوة، بل التعامل مع الكلاب بشكل صحيح يحفظ سلامة المجتمع”.
ناصر الدين
وفي الختام كانت كلمة للوزير ناصر الدين لفت فيها الى ان “العمل مستمر بطموح وأمل وجدية لتحقيق مصلحة الشعب اللبناني رغم كل الأجواء الصعبة السائدة والتحديات الكبيرة”، وقال: “إن السنوات الست الأخيرة كانت صعبة جدا وأثبت النظام الصحي اللبناني في خلال أزماتها قدرته على الإضطلاع بالمسؤولية والمواجهة والإستفادة من الدروس الصعبة”.
أضاف: “إن إطلاق مشرع صندوق الجوائح يمثل خطوة متقدمة على طريق تعزيز قدرة النظام الصحي على الصمود وزيادة الجهوزية لمواجهة الجوائح والأزمات الطارئة، وهو ليس استجابة لأزمة سابقة بل هو استثمار في مستقبل لبنان الصحي لأنه يهدف إلى تعزيز قدراتنا الوطنية في مجال الترصد الوبائي ونظم المختبرات وإدارة الطوارئ ومراقبة الحدود والتواصل في شأن المخاطر، وهي جميعها ركائز أساسية لاكتشاف التهديدات الصحية والوقاية منها والإستجابة لها”.
وشدد على “ضرورة السعي لتجنّب أي جائحة أو مشكلة صحية، أما إذا حصلت فيجب العمل على مواجهتها واحتوائها. ويأتي مشروع صندوق الجوائح لتعزيز القدرة الطارئة في مواجهة الأزمات آملا عدم الإحتياج إليها”.
وتوجه بالشكر إلى صندوق الجوائح والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة اليونيسف والصليب الأحمر اللبناني ووزارة الزراعة والشركاء المحليين والدوليين كافة وكل من أسهم في إرساء المشروع، وقال: “إن تقديم الدعم للبنان هو أساس ويعكس روح التضامن الذي يعوّل عليه وطننا في مسيرته نحو التعافي والإصلاح”. كما شكر “فريق العمل في وزارة الصحة العامة مؤكدًا أهمية بذل الجهود الحثيثة لبلوغ الغاية المنشودة لإنجاح المشروع والعمل بيد واحدة بكل مناقبية”.
وختم وزير الصحة مؤكدا “العمل على نظام صحي مستدام وطويل الأمد ويتميز بالجهوزية والصمود والشمولية والقدرة على حماية الناس ولا سيما الفئات المهمشة”.