أكّد وزير الاتّصالات شارل الحاج أن الحكومة ملتزمة بوضع الأسس الرئيسية للحكومة الإلكترونية قبل انتهاء ولايتها، وعلى رأسها التوقيع الإلكتروني والهوية الرقمية، معتبرًا أن قطاع الاتّصالات لم يعد مجرّد خدمة أو مصدر تمويل بل محرك أساسي للنمو والاستثمار وخلق فرص العمل، وأنّ الاتّصالات لم تعد مجرد أداة تواصل بل أصبحت بنية تحتية حيوية ترتبط بها كل القطاعات: من التعليم إلى الصحة، ومن الاقتصاد إلى الأمن، داعيًا إلى تغيير الذهنية في التعامل مع هذا القطاع.
وفي افتتاحه معرض 10XICT لتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، أعلن الوزير الحاج أن “المستقبل يبدأ من هنا”، مؤكدًا أن عنوان المؤتمر الجريء يصلح لتصدّر أولويات الحياة العامة في لبنان، في ظلّ شعور عام بأن فرصة جدية للإنقاذ والإصلاح باتت سانحة، وعلى كل لبناني أن يلتقط هذه اللحظة المفصلية ويؤمن بأن المستقبل يبدأ من هنا.
وأعلن الوزير الحاج أن الوزارة بدأت تطبيق القانون 431، بعد 23 عامًا من التأخير، من خلال إعادة تشكيل الهيئة الناظمة للاتصالات التي شغرت مراكزها منذ 13 عامًا، مؤكدًا أن التعيينات أصبحت في مراحلها الأخيرة، كما أن شركة ليبان تيليكوم سترى النور قريبًا.
وكشف الوزير عن خطط واضحة لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت السريع في لبنان، عبر استثمارات كبيرة في الشبكات المحمولة والألياف الضوئية (FTTH)، بالتعاون مع القطاع الخاص، بهدف مضاعفة عدد المستخدمين في السنوات المقبلة. كما أشار إلى العمل على كوابل بحرية وبرية جديدة وربط عبر الأقمار الاصطناعية لضمان اتصال دائم وآمن مع العالم، بعيدًا عن التأثر بأي أزمات محلية أو إقليمية.
وفي معرض حديثه عن مستقبل الاقتصاد الرقمي، شدد الوزير الحاج على محاور استراتيجية أساسية على لبنان تبنّيها بسرعة:
الابتكار ليس خيارًا بل أساس النهضة الرقمية.
الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية محفّزات يجب الاستثمار فيها بجرأة.
كل كابل ألياف وهوية رقمية تضع لبنان على سكة الاقتصاد العالمي.
عائدات الابتكار الرقمي تفوق ما نحصل عليه من البنى التحتية.
وختم الوزير كلمته بالتأكيد على ضرورة توزيع الأدوار بين الدولة والقطاع الخاص: “الدولة، ممثلة بوزارة الاتصالات، تتولى البنى التحتية، وعليكم أنتم مضاعفة الابتكار”، موجّهًا شكره إلى جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان ورئيسها الأستاذ كميل مكرزل، وإلى الشركة المنظمة ومديرها الأستاذ جورج عيّاش، على هذه المبادرة التي جمعت أصحاب الكفاءة والخبرة والحرص على مستقبل لبنان الرقمي.
وقال:”لبنان يستحق أن يكون في طليعة التحوّل الرقمي في المنطقة، لا في هامشه، أن يكون في قلبه، لا على أطرافه، وفي مطبخه لا فقط على موائد الذوّاقة. فلبنان إمّا أن يكون رائدًا… أو لا يكون.”
وكانت للوزير الحاج جولة في أرجاء المعرض اطّلع خلالها على أحدث الابتكارات والمشاريع التي تعرضها الشركات المشاركة، واستمع إلى شروحات ممثليها.