رندلى جبور – خاص “المدى”
أوقع بيار بو عاصي نفسه والقوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع في مأزق، بعد ارتكابه خطيئة توصيف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بغول الموت. ففتح بو عاصي بذلك كتاب التاريخ على فظائع حزبه ورئيسه، وبدأت حملة مباشرة وتلقائية رداً عليه من نواب وقياديين وكوادر وناشطين في التيار الوطني الحر وخصوصاً أن رئيس التيار جبران باسيل قال في مؤتمره الاخير: “ما رح نسمح يخنقولنا صوتنا بفجورهم بالاعلام”.
وكان أن معصية بو عاصي ذكّرت اللبنانيين بكل فظائع وجرائم وارتكابات القوات ورئيسها، فانتشرت صورة فيها بعض ضحايا جعجع مع عنوان “هيدا هوي غول الموت”، قبل أن ينكش الجميع في أرشيفهم ويستذكروا رئيس الحكومة رشيد كرامي وطوني فرنجية وعائلته وداني شمعون وزوجته وأطفاله وأمين سر البطريركية المارونية المونسينيور ألبير خريش.
ومن ضمن هاشتاغ غول الموت جعجع الذي حلّ في المرتبة الاولى في الترندز على تويتر، استذكر المواطنون مجزرة نهر الموت والعميد خليل كنعان والنقيب أنطوان حداد والملازم أول جوزف نعمة، وغيرهم الكثير من العسكريين.
وانتقلوا ليذكّروا بالتصفيات الداخلية التي طاولت الكثيرين أيضاً ومنهم رئيس إقليم جبيل الكتائبي غيث خوري وقائد المشاة في القوات الياس الزايك وشارل قربان قائد الفرقة المدرعة السابق للقوات اللبنانية والضابط في القوات سمير زينون ورفيقه .
عدا عن محاولات اغتيال شخصيات لبنانية عدة من بينها قائد القوات اللبنانية الدكتور فؤاد أبو ناضر والنائب السابق نجاح واكيم .
وحضر في الردود على بو عاصي قتل الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة ومجزرة صبرا وشاتيلا والتعامل مع الإسرائيلي حيناً ومع السوري من خلال غازي كنعان حيناً آخر وقد استقبل جعجع استقبالاً خاصاً في دفن باسل الأسد.
ولم ينس المنزعجون من كلام بو عاصي غير اللائق ولا المنطقي أن يتحدثوا عن تقّالات الباطون والخوات وإذلال المواطنين على الحواجز والمعارك ضد الشرعية والسيطرة بالقوة على المرافق العامة.
هم استذكروا لا لينكأوا الجراح بل لئلا يقع أحد في أضاليلهم وأكاذيبهم.
وتساءل المراقبون عن تغييب بو عاصي والقوات لغيلان الموت الحقيقيين الذين تسببوا بانفجار المرفأ ونكبة بيروت، مستغربين عدم توجيه الاصابع باتجاه المسؤوليات الحقيقية وكل الهرم فيها، بل استغلال الدم لتشويه الحقيقة والتصويب بالسياسة على رئيس الجمهورية. وبالسياسة قرأ البعض بأن القوات “مزنوقين” بعدما سقط مشروعهم وفشلت رهاناتهم مرة جديدة وعلى أبواب مشاورات حكومية يشعر القواتيون بعدم القدرة على فرض نفسهم بقوة فيها.
ولم ينس المغرّدون رداً على بو عاصي عن تذكيره بخطاياه في الشؤون الاجتماعية وبفشل كل وزراء القوات عن تحقيق أي إنجاز أو حتى تقدّم بسيط حيثما انوجدوا، سائلين عن المشروع أو البرنامج أو الخطة التي قدّمتها القوات اللبنانية من أجل لبنان ومحاولة إنقاذه من أزماته.
فغول الموت مردود إلى القواتيين مع الشكر على هذه الخطيئة التي أرادوها تشويهاً لصورة الرئيس عون، فارتدت عليهم تذكيراً بتاريخهم وحاضرهم، وعدم ثقة بأنهم سيقدمون أي شيء لمصلحة لبنان. ومن أين لكم هذا؟ سؤال حضر ايضاً.