“ميني انتفاضة” شهدها قبل أسبوعين اسطبل الخيول الذي تحوّل إلى سجن في منطقة القبة في طرابلس. طرق السجناء بأدوات المطبخ على أبواب الأجنحة ورفعوا أصواتهم بالصراخ بعد انقطاع المياه عن السجن لأكثر من 30 ساعة، من دون أن يقدّم المسؤولون وعداً بحل المسألة. ومع بدء التوتّر داخل الأجنحة، سارعت إدارة السجن إلى الاتصال بالدفاع المدني الذي قام بتعبئة المياه للسجن.
“وصلنا إلى الانتفاضة، لكننا عُدنا خطوة إلى الوراء حقناً للدماء”، يقول أحد السجناء لـ”الأخبار”، مشيراً إلى أن “الانتفاضة مؤجّلة ولكنها ستندلع حكماً”، و”لو تمكن السجناء من فتح أبواب الزنازين لسالت الدماء”، خصوصاً أنّ 5 عسكريين فقط يتولّون أمن السجن بعد تقديم أكثر من عسكري طلب تسريحه بسبب الأزمة. وبالتالي “تمرّدنا على العسكريين الـ 5 وخروجنا من أجنحتنا يعني حُكماً إما أن يقتلونا وإما أن نقتلهم ونهرب”.
“الانتفاضة المؤجّلة” التي يتحدث عنها عدد من سجناء القبة منذ أشهر أسبابها لا تحصى، أهمها “أننا في اسطبل للحمير”. إذ إنّ السجن بُني في الأصل ليكون اسطبلاً للخيول في عهد الانتداب الفرنسي، وتبلغ قدرته الاستيعابية القصوى 350 سجيناً، فيما يحشر فيه نحو 1000 سجين معظمهم من الموقوفين.