جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
في رسالته الى المجلس النيابي، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضرورة اتمام التدقيق الجنائي كي لا يُصبح لبنان في عداد الدول المارِقة أو الفاشلة في نظر المجتمع الدولي.
ما هو تعريف الدولة الفاشلة؟ هل المؤشرات حالياً بالنسبة الى الأوضاع في البلاد تدلّ على إمكان تصنيف لبنان دولة فاشلة؟ وما هي تبعات هذا التصنيف على البلد وشعبه؟
الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين يشرح ل”المدى” مفهوم الدولة الفاشلة أو المارقة، لافتا ً الى أن لا تعريف قانونياً لمفهوم هكذا دولة، موضحاً أن هذا المصطلح سياسي وقد أطلقه الرئيس الاميركي الأسبق رونالد ريغان في تصريحاته، قاصداً الدول التي تخرج عن القانون الدولي.
واشار يمين الى انه وفق المفهوم الأميركي فإن الدول المعنية هي تلك الدول التي تمارس الارهاب او تسعى لتملُّك اسلحة الدمار الشامل، أو التي تمارس الاستبداد بحق شعبها أو تنتهك موجبات القانون الدولي، معتبراً أن هذا المفهوم مطاط.
ويقول يمين: في السياق اللبناني فإنه يُقصد بالدولة الفاشلة أو المارقة، تلك الدولة التي تعجز عن تسديد ديونها والغارقة في الفساد، أو التي لا تعمل لمصلحة شعبها، ولا تلتزم موجبات الحكم الرشيد والمعايير الدولية في مكافحة الفساد والجرائم المالية وتبييض الأموال.
ورأى يمين أن هناك خشية حقيقية في حال عدم مكافحة الفساد وقيام دولة قانون قوية وعادلة في لبنان، في أن تأخذ دولتُنا بعضَ خصائصِ الدولة الفاشلة، وخصوصاً أن كل دول العالم باتت تنظر الى بلدنا بعين الحذر جراء الفساد المستشري فيه طيلة عقود.
لكن كيف سينعكس هكذا تصنيف في حال حصوله على لبنان وشعبه؟
يذكّر يمين بأنه عندما قامت الولايات المتحدة بتصنيف بعض الدول كدول مارقة ولأسباب مختلفة، عمدت الى فرض عقوبات عليها ومقاطعتها ومحاصرتها وعزلها.
وعن سلوك باقي الدول التي تدور في الفلك الأميركي ازاء الدولة التي تصنّفها واشنطن كدولة مارقة، يشير يمين الى أن ذلك يعود الى السياسة التي يمكن ان تعتمدَها الادارة الاميركية والدول الحليفة معها، وما اذا كانت تبتغي شدّ الخناق على تلك الدولة أو تريد العمل على مساعدتها للخروج من واقعها.
واضاف يمين إنه وفي حال كان لبنان معنياً بهذا الامر فإن ذلك يعتمد على سياسة الرئيس الاميركي الجديد جون بايدن، وفي المقابل على كيفية تعاطي المسؤولين اللبنانيين ومدى التزامهم بحملة رئيس الجمهورية الاصلاحية والتي شدد عليها في رسالته الى البرلمان.
تجدر الاشارة الى ان الدول المارقة وفق رُؤية الولايات المتحدة في الوقت الراهن: هي ايران، سوريا، كوريا الشمالية وفنزويلا. فيما في الفترة السابقة كانت الولاياتُ المتحدة قد وضعت كلاً من: كوبا، العراق، ليبيا، اليمن الجنوبي، السودان ويوغوسلافيا على هذه اللائحة قبل أن تعمد الى ازالتها.