لماذا الشحّ في الدواء اللبناني؟!

جنان جوان ابي راشد – خاص “المدى”
مع استمرار أزمة الادوية المستوردة، يسأل الصيادلة عن الدواء اللبناني الذي يرى عددٌ كبير منهم أنه لم يقتنص الفرصة ليأخذ مكانته كبديل من الادوية المستوردة المقطوعة أو التي بات وجودها نادراً في السوق اللبناني، فالشح يسري ايضا على الادوية المصنّعة محلياً. لذلك توجهنا بالسؤال الى رئيسة نقابة مصانع الأدوية في لبنان كارول أبي كرم التي اشارت الى معوّقات عديدة يواجهها القطاع ما أدى الى تعذّر تلبية الطلب الكبير على الادوية المحلية الصنع ومن جميع الصيدليات بسبب التهافت على شراء وتخزين الادوية، ما دفع بالمصانع الى توظيف عمال جدد والعمل ليلاً ونهاراً، موضحة ايضا ان الافراج عن المواد الأولية التي كانت عالقة في مرفأ بيروت جراء الانفجار استلزم شهرين.
وناشدت ابي كرم ايضا مصرف لبنان والمصارف اللبنانية بالافراج سريعاً عن الفواتير العالقة والخاصة بالمواد الاولية لزوم الصناعة، مؤكدة ضرورة تسهيل الاستيراد، لان المستوردين لا يسلّمون المواد الاولية إلا بعد فترة تتراوح بين ثلاثة واربعة اشهر، في حين ان التصنيع ومراقبة الجودة بحاجة الى شهرين اضافيّين.
وانتقدت رئيسة نقابة مصانع الأدوية في لبنان ايضاً غياب التنسيق بين الادارات والروتين الاداري. واعلنت أنه وعلى الرغم من توجيهات وقرارات وزير الصحة حمد حسن بضرورة الافراج عن المواد الاولية الخاصة بصناعة الدواء بشكل سريع، إلا أن الوزارات المعنية وادارة مرفأ بيروت ما تزال تعتمد الطرق التقليدية نفسها والتي كانت تتبعها في خلال الظروف العادية. وشددت على أن تسهيل استيراد المواد الاولية لصناعة الادوية يجب أن يكون على رأس أولويات كل الوزرات والادارات الرسمية.
بحثاً عن الدواء الشافي يتنقل المريض بين صيدلية واخرى من دون ايجاد مبتغاه. ويبقى السؤال: متى يُشفى لبنان من أمراضه المستعصية، ومنها الروتين الاداري الذي يعمل وبشكل متواصل على افشال القطاعات المتعددة، قطاعاً تلو الآخر، بما في ذلك قطاع صناعة الدواء الحيوي؟!