عـلــي شـكـر
قبل اسبوع من الاستشارات النيابية الملزمة التي حدد موعدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الخميس 15 تشرين الاول 2020، “ولد سعد الحريري الجديد” في مقابلة تلفزيونية امتدت ساعات عرضت خلالها مخاض هذه الولادة وفق ما عبر المتفاعلون مع مقابلتة.
ويبدو ان الظروف الاقليمية لعودة الحريري قد نضجت هكذا يُعبر الكثير من المراقبين. فمنذ استقالة الحريري منذ سنة تقريباً وخصوم الرجل يتيقنون أكثر من حلفائه ويرددون في قرارات انفسهم الا بديل عن سعد الحريري الا سعد الحريري وكل ما عدا ذلك من طرح اسماء مجرد تمرير للوقت حتى ان اوصلت احدهم الى السراي الحكومي.
المولود الجديد صوب ليل الخميس الفائت واطلق النار سياسياً في كل اتجاه، ولم يكتف بالتصويب محلياً فقد أطلق “صاروخا” عابرا للحدود حينما قال: “80% من الشعب السوري “سُنة” 10 مليون خارج سوريا و8 مليون مهجرين داخلها، أتريد مني أن أفعل بشعبي هكذا؟”.
رسالة الحريري كانت واضحة وتحمل في طياتها انه لا يريد أن يدفع سنة لبنان نفس الثمن الذي دفعه سنة سوريا.
ولكن الحريري دقق الاصابة على الحلفاء مضيفاً: “صار في عرضات بالاشرفية”، وكأنه أراد القول إن وقت تصفية الحساب قد حان، فالرجل مدمي الظهر من طعن الحلفاء وحديثه كان واضحاً حتى تعابيره لمن يفهم لغة الجسد، إذ لم يستطع اخفاء “اشمئزازه” من بعض التصرفات خصوصاً عندما ذكر بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هاتفه من باريس محاولاً تنصيب نفسه “سوبر مان” المبادرة الفرنسية. وهنا اخفق جنبلاط ولم يلتقط الاستشعار الدولي جيداً الذي يفيد بأن مصطفى أديب لن يكون رئيساً لمبادرة دولية تجعل منه بطلاً على الساحة السنية في زمن “تناحر” الاخوة.
وخلال الساعات القليلة الفائتة، أُفيد عن اتصالين قام بهما الحريري الاول بالرئيس عون يتبعه لقاء غداً في بعبدا واتصال ثان برئيس مجلس النواب نبيه بري وايضاً لقاء بينهما غداً الاثنين، حتماً لن يخلو من العتب وغسل القلوب بعد كل ما حصل خلال فتره تكليف اديب.
إذاً ووفق ما هو ظاهر فغداً يُنَصب الحريري مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة والخميس يُكلف والتأليف قد يتأخر إلى ما بعد 3 تشرين الثاني اي بعد الانتخابات الاميركية وما يمكن ان تحمله من متغيرات اقليمية تنعكس على الساحة اللبنانية وفق البعض، ولكن ربما يتأخر التأليف لسبب محلي كما جرت العادة لبنانياً منذ ما بعد شباط 2005، ولكن حتى وان تأخر التأليف فمجرد طرح اسم الحريري يعطي جواً من الارتياح داخلياً خصوصاً على الصعيد الاقتصادي.
اما “دهاليز” التأليف من طرح اسماء وتوزيع حقائب فستظهر خلال الايام القليلة المقبلة وحتى ذلك الوقت اذا كان “الحريري قد ولد من جديد فعلاً” فالثابت الوحيد بأن خصومه بالامس هم حلفاؤه غداً وحلفاء الأمس ألد الاعداء غداً.