كتبت “النهار”: يبدأ اليوم الشهر الـ11 من “حرب المشاغلة” بين “حزب الله” و”إسرائيل” في جنوب لبنان وشمال إسرائيل المتواصلة حتى إشعار آخر جغرافياً وميدانياً وحربياً ما لم تندلع حرب واسعة صارت هاجساً محيراً وغامضاً ومخيفاً في الوقت نفسه منذ بدأ العد العكسي للردّ المحتمل لكل من إيران و”حزب الله” وأذرع “المحور الممانع” على “إسرائيل” سواء بطريقة منسقة ومتزامنة دفعة واحدة أم “بالتناوب” والتفرّد طرفاً وراء طرف.
وفيما يزداد الغموض والتضارب الحاد في التقديرات والمعطيات المتصلة بردّ ايران و”حزب الله” على “إسرائيل”، أدرجت مصادر ديبلوماسية بارزة لـ”النهار” ثلاثة أسباب يجري تداولها لـ”لتأخير” المحتمل وما يستتبعه من ردّ إسرائيلي تبعاً لحجم وطبيعة الرد وهي:
أولاً، إن تعقيدات عسكرية كبيرة تواجه رداً منسقاً هذه المرة من أطراف “محور الممانعة” بما يملي عدم الاستعجال لئلا يخفق الرد في إيلام إسرائيل “بقوة” كما توعدت طهران و”حزب الله” ويدفع الدولة حكومة نتنياهو إلى الاندفاع أكثر نحو ضربات وهجمات قاصمة ضد “المحور” .
ثانياً، إن الفترة الماضية منذ اغتيال هنية وشكر تشهد مرحلة استنفار ديبلوماسي غير مسبوق بين المعسكر الغربي كله وإيران سواء عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تطرح معها مقايضات لا تجد معها إيران ضيراً في إطالة هذه الفترة ما دامت تعود عليها بفتح أبواب المقايضات والصفقات المحتملة مع الدول الغربية، حتى لو حققت خطوات جزئية راهناً.
ثالثاً، إن “إسرائيل” أبلغت إلى الدول المعنية كافة أنها باتت أقرب إلى شنّ حرب استباقية على إيران و”حزب الله” بما يعني انها جاهزة لحرب شمولية على جبهات عدة مفتوحة، وتزامن ذلك مع حركة تعزيزات ضخمة للقطع البحرية الأميركية في المنطقة، بما ضاعف الضغوط الديبلوماسية لاطالة فترة المفاوضات والوساطات علها تنجح في خفض أخطار حرب شاملة.