منذ حوالى شهر تقريباً، أطل وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب في حلقة تلفزيونية، عبر محطة “الجديد” فجر خلالها سلسلة من “الفضائح المالية والسياسية والإدارية” في الوزارة الـ”منهوبة” على حد زعمه، غامزا من قناة وزير التربية السابق الياس بو صعب.
ويومها تحديداً، كشف لنا المجذوب سره الخطير عن سبب الشيب في رأسه لأن “بعض الموظفين يتحدّون الوزير” حسب قوله، متحدثا عن جولة قام بها على مكاتب الوزارة حيت تفاجأ، على حد وصفه، بصور رجال دين وزعماء سياسيين فأصدر قراراً بمنع هذه المظاهر.
ما قاله المجذوب يومها بلا ادنى شك، أثار مشاعر قسم كبير من الشعب المتعطش لسماع اي خبر حول فساد أو كسر اي اصطفاف طائفي خصوصاً وانه “طلب ازالة صور رجال الدين والزعماء من مكاتب الوزارة”!
ولكن، بعد ادلائه بإفادته اليوم في النيابة العامة التمييزية تراجع المجذوب عما سبق وادعاه من اتهامات عبر الاعلام، نافياً أن يكون قد اتهم عضو تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بو صعب بالفساد، لا من قريب ولا من بعيد.
وظهر بعد جلسة الاستماع الى افادته اليوم عبر محطة الجديد متحدثاً عن ان القضية ليست قضية قدح وذم بينه وبين بو صعب ومتمنياً في الوقت نفسه ان تنتهي عند هذا الحد، وان الهدف اليوم هو للتربية وليس لـ”صغائر الامور” وما يهم الناس هو تعليم اولادهم …
ولم يأت المجذوب على ذكر ملايين الدولارات التي سبق وتناولها في الاعلام ولا على ذكر قرار إقالة رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء “ندى عويجان”، تناسى الرجل كل ذلك.. وحقيقة لا يلام فموقفه صعب وموقف المحامين الذين تقدموا باخبارٍ بناءً على ما ادعاه في الاعلام أصعب بكثير.
رجل الصفر انجاز لا يلام صراحةً على اخفاقه بالتمثيل عبر الاعلام أو بالظهور بمظهر البطل بل يلام على “محاولته استغباء” الشعب اللبناني خصوصاً عندما وعد كل تلميذ بـ مليون ليرة وهو على يقين بأن ذلك لا يمكن ان يحصل في ظل حكومة تصريف اعمال وفي مثل هذه الظروف.
بعد كل ما تقدم على ماذا يمكن أن نحسد وزير التربية على الاستراتيجية التي وضعها للمدارس والطلاب من أجل مواجهة فيروس كورونا؟ أو على نجاح تجربته في اعتماد التعليم عن بعد؟ وفي حال سألنا بعض المدارس متى ستفتح ابوابها امام الطلاب؟ او تلك التي فتحت ابوابها “ما هي خطتها للعام الدراسي الحالي”؟ ماذا سيكون الجواب؟
الامل كبير بأن يكون المجذوب قد تعلم مما سبق أنه لا يحق له ان يكيل الاتهامات لأي شخص على حساب “كسب شهرة” او “كسب استعطاف” للتعمية على صفر انجازاته. التراجع والنفي لا يبرىء من افترى بادعاءات كاذبة وباطلة ضد وزير يشهد له القاصي والداني ما تحقق خلال استلامه وزارة التربية والنقلة النوعية التي حققها في التعليم الرسمي والخاص.. والاكيد ان نظيف الكف لن يقبل بتراجع ونفي اما القضاء فقط لان ذلك ليس كافياً والدعوى القضائية والملاحقة القانونية التب بدأها بو صعب وستستكمل بحق المجذوب وكما يقول المثل اللبناني”لا يضيع حق وراه مطالب”.