سألت صحيفة “الديار” المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عن العقوبات الاميركية “الافتراضية” بحقه وما اذا كانت صفحتها طويت نهائياً، فرد بحزم قائلاً: “لا ادري اذا طويت هذه الصفحة نهائيا لكن بالنسبة لي فانا مطمئن”، مضيفاً “ان احتمال ان يمر مشروع القانون (Bill) بحسب الدراسات في اميركا هو اصلا دون الـ 5 بالمئة، والاسباب الموجبة الواردة فيه لا اساس لها وغير موجودة وبالتالي عندما يريد ان يأخذ مجراه القانوني يسقط بنفسه تلقائيا”. وتابع “لا شيء “ينقزني” او يدفعني لاكون حذراً في علاقاتي مع اميركا لكن في الولايات المتحدة الاميركية المؤسسات التشريعية شيء والادارة شيء اخر وفي النهاية التسمية تعود للادارة”.
ومن “يحرتق” اليوم على اللواء عباس ابراهيم ولماذا؟، قال في حوار مع “الديار”: “من هو متضرر سواء في الداخل او الخارج من دوري الشخصي والوطني ومن اعادة اظهار لبنان على الخارطة الدولية بوجه ايجابي. لست متأثرا بثرثراتكم… مستمر بعملي وملتزم بواجباتي الوطنية وسأقوم بكل ما انا مقتنع به”!
وعن العقوبات “الواقعة” على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، هل سياسية او هناك فعلا تهمة فساد؟، اكد اللواء ابراهيم” بموضوع الفساد ليس عندي اية معلومة ضد الوزير جبران باسيل وهو يدرك تماما كيف يدافع عن نفسه وهو بكل الاحوال يقوم بذلك بثقة مطلقة بالنفس، ونعم ممكن ان تكون العقوبات عليه سياسية لا علاقة للفساد بها”.
وا1ا لمس خلال اجتماعاتك بواشنطن امكان فرض عقوبات على الرئيس سعد الحريري ولذلك الاخير يتريث بموضوع الحكومة والاصرار على عدم تمثيل حزب الله فيها ؟ على هذا السؤال يؤكد اللواء ابراهيم انه لم يتطرق في جولته الاميركية لموضوع العقوبات لا من قريب ولا من بعيد كما ان احدا لم يفاتحه بها، مشيرا الى ان جولته كانت ذات طابع امني سياسي انساني. ليضيف: “تحدثنا عن الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة بشكل عام واجرينا تقييما وما اذا كانت هذه السياسة ستؤدي الى النتيجة المتوخاة او ستكون نتائجها عكسية وانا قلت ان هذه السياسة (سياسة الضغوط) لن توصل لاي مكان فالحوار وحده هو الذي يوصل للهدف المنشود، فالضغوط، بحسب ابراهيم، سياسة قد تدفع المضغوط عليه الى اتجاه لا تريده الولايات المتحدة”.
وعن الحكومة التي سبق ولعب اللواء عباس ابراهيم دور الوسيط في تشكيلها سابقا في اكثر من محطة، قال: “انا اعتبر اليوم ان الظروف غير مؤاتية للعب دور الوسيط لان الضغوط الخارجية كبيرة جدا ومحاولة تاليف حكومة على وقع الاداء الدولي متقدمة على تاليف حكومة على وقع الاداء السياسي الداخلي”، مضيفاً “الاجواء الخارجية لا توحي بحكومة قريبة!”.
ولان الوضع الراهن بظل عدم تشكيل حكومة ينذر بالاسوأ كان لا بد من السؤال عما كشفه منذ يومين وزير الداخلية السابق مروان شربل عندما قال: “اتوقع حصول اغتيالات سياسية خلال هذه الفترة”، الا ان المدير العام للامن العام يقف لحظة متريثاً بالتعليق على هذا الكلام فيفكر لبرهة قبل ان يقول: “في هذه الفترة يجب ان يأخذ كل مسؤول حذره لان الامور ضائعة خصوصا بعد نتائج الانتخابات الاميركية اذ ان هناك اجهزة كثيرة في المنطقة والعالم تجد اليوم ان الوقت ملائم لتصفية حسابات قد تصل لحدود “التصفيات”.
وعن ملف النزوح السوري وهل سيصل لخواتيم سعيدة، قال مصارحاً: “هذا الملف هو دولي اكثر منه محلي او لبناني سوري، وما نحاول القيام به في الوقت الضائع هو تخفيف الضرر عن المجتمع اللبناني والاقتصاد اللبناني وليس الغاء الضرر لان الغاء الضرر كليا يتطلب جوا دوليا ومقاربة لحل الازمة السورية عبر حل سياسي في سوريا لا يزال غير متوفر حتى اللحظة”.
لا يمكن للحديث مع اللواء ابراهيم الذي تربطه علاقة مميزة مع رئيس الجمهورية ان يمر من دون السؤال عما اذا كان الرئيس عون لا يزال قادرا على انقاذ عهده؟ على هذا السؤال يحيلك اللواء ابراهيم بجوابه الى تاريخ “الجنرال” ليقول: “معروف عن الرئيس عون عبر تاريخه انه الرئيس الذي يُنجِز ولو كان واقفا على حافة الهاوية”، ليكمل انه الرئيس الذي لا يستسلم، بعهد من اقر قانون الانتخاب الذي نقل لبنان الى مكان اخر ووضعه على سكة التأسيس لوطن بادخال النسبية ؟ وبعهد من انجزت الموازنة وحسابات الدولة واقرت مراسيم النفط والغاز؟ كل هذا حصل بعهد الرئيس عون وهو طبعا قادر على انجاز المزيد وهو مصمم على ذلك”، يختم اللواء ابراهيم جازما!
وسألت الديار في خنام المقابلة: “اسم واحد يتردد لخلافة الرئيس نبيه بري، يوما ما، هو عباس ابراهيم فهل سنراك في لحظة ما رئيسا لمجلس النواب”؟، يضحك اللواء ابراهيم قبل الاجابة ثم يردف قائلا: “علاقتي جيدة جدا بالرئيس بري واللواء ابراهيم اليوم يسعى لينجح حيث هو”، ليضيف: “انا عسكري ابن المدرسة الحربية وبالتالي اكون حيث يجب ان أكون في خدمة لبنان سواء في السياسة او غير السياسة…”.