مصير الودائع في المصارف… قصّة وقت (انطوان فرح-الجمهورية)

الإثنين ٩ كانون الأول ٢٠١٩

مصير الودائع في المصارف… قصّة وقت (انطوان فرح-الجمهورية)
لم يعد التكابر أو التكاذب ينفع في طمس الحقائق المالية القائمة. مصير البلد وناسه، مصير الودائع في المصارف، وربما مصير الوضع الامني، ربطاً بالوضع الاجتماعي، كلها مصائر ترتبط بعامل واحد يحدّد مسارها دون سواه، اسمه الوقت.

في معرض توصيفه للوضع اللبناني في العام 1985، كان الوزير الراحل ميشال إده، صاحب الرؤية الثاقبة، يقول اننا بتنا مثل اليهود الروس. هؤلاء لا يدفنون موتاهم إلّا بعد أن يأتي الشمّاس وفي يده عصا مسنّنة الرأس، يطعن بها جثة الفقيد على مرأى من أهله، ويناديه باسمه: يا فلان. لا يجيب. ثم يطعنه مرة ثانية فثالثة وبقوة اكبر ويناديه باسمه بصوت أعلى، فلا يجيب. عندها يقول الشماس: إعلَم يا فلان انك ميت. ثم ينظر الى أهل الفقيد ويقول لهم: لقد أبلغته انه مات، باستطاعتكم إجراء مراسم الدفن.

هذا الكلام للوزير الراحل، سمعته عبر اذاعة صوت لبنان التي بثّت مقطعاً من مقابلة مع ميشال إده، في ذكرى غيابه. اليوم، وبعد حوالى 34 سنة، السؤال مشروع: هل هذا التوصيف ينطبق على الواقع اللبناني؟

الجواب لا. والحقيقة اننا لم نعد نملك ترف إعلان الوفاة في الوقت المناسب لتكريم الميت من خلال دفنه. صحيح ان الجثة موجودة، لكننا نختلف على توقيت أو ضرورة استدعاء الشماس لإعلان الوفاة.

البعض يظن ان الفقيد حي، وان هناك من طلب منه لعب دور الميت. آخرون يعتقدون ان الناس لا يعرفون انه مات، وبالتالي يريدون تدبير بعض القضايا المتعلقة بالوراثة قبل الاعلان. وهناك من يؤمن بإحياء الاموات، ولا يريد دفن الجثة، بانتظار عودة الروح الى الفقيد…

هذا الكلام المجازي، وإن بَدا ثقيلاً على البعض، إلّا أنه مع الأسف يعكس الواقع الاقتصادي والمالي بدقة متناهية. ومن يشكّك يستطيع أن يراجع الحقائق المستجدة التالية:

أولاً – أصبح مصرف لبنان، ومن خلاله الكيان اللبناني الرسمي، جهة غير موثوقة ولا يمكن التعامل معها على المستوى المصرفي العالمي، بدليل انّ المصارف العالمية لم تعد تسمح له بفتح اعتماد لاستيراد الفيول لمصلحة وزارة الطاقة.

ثانياً – بعيداً من وكالات التصنيف العالمية الثلاث التي خفّضت تصنيف لبنان الائتماني الى أدنى الدرجات اللصيقة بدرجة الافلاس (Default)، أُنجز في الفترة الأخيرة تصنيف لم يخرج الى العلن قامت به مؤسسة مالية، يستفيد من تقاريرها مستثمرون كبار في العالم، قد تكون لهم مصالح مع لبنان. يُبيِّن هذا التقرير أوضاع المصارف اللبنانية، كل مصرفٍ على حدة. من يقرأ هذا التقرير يعرف انّ بعض المصارف أصبح في وضع غير مُريح.

ثالثاً – عندما يطلب رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري العون من الدول الصديقة لمساعدة لبنان على فتح اعتمادات لشراء المواد الاولية، فهذا يعني ان لبنان، ومن دون تدخّل خارجي، يواجه نوعاً من أنواع الفقر المدقع القريب من توصيف المجاعة.

رابعاً – عندما تجازف المصارف اللبنانية بتدمير سمعتها والثقة بها، وتجازف أيضاً بمصيرها من خلال إغلاق الحنفية على كل القطاع الخاص، وتلعب بمصير قروض تبلغ قيمتها حوالى 60 مليار دولار قد تصبح هالكة، بما يعني ما يعنيه بالنسبة الى مصير المصارف، في هذه الحالة، من السخيف البحث عن الاسباب التي حَدت بالمصارف الى اتخاذ هذه الاجراءات، بالنسبة الى سقوف السحب النقدي، خصوصاً بالعملات، والاعتمادات والقروض… فهل من يصدّق بعد أنّ هذه الاجراءات اختيارية، وانّ إدارات المصارف تمارس هواية تدمير السمعة وتدمير الذات؟

في التوصيف الحالي للوضع، دخلت الدولة في دائرة الافلاس، لكنها عالقة في عنق الزجاجة، وغير قادرة على إعلان الافلاس لكي تستفيد من الفرص التي يتيحها الافلاس الرسمي للدول المتعثرة. والسبب انّ البلد يحتاج حكومة قادرة على التفاوض على خطة إنقاذ للتمكّن من إعلان الافلاس. هذه الخطة لا يمكن أن تُقر أو تنفّذ من دون رعاية خارجية.

السلطة السياسية فقدت مصداقيتها منذ سنوات طويلة، وكان الاعتماد يتركّز على قدرة مصرف لبنان والمصارف التجارية على لعب دور «بَدل عن ضائع»، لأنّ الثقة بهما كانت مرتفعة. اليوم، نجحت السلطة السياسية من خلال تراكمات وجرائم لا يصدقها العقل، الى جَر المصارف والمركزي الى الجورة القابعة فيها السلطة نفسها منذ فترة طويلة. أصبحنا جميعاً في الحفرة.

ولمَن يسأل لماذا استعجال إعلان الافلاس ما دمنا أصبحنا في الحفرة ولا شيء نخسره؟ لهؤلاء من الضروري أن نذكّرهم انه عندما وصلت اليونان الى الافلاس، وبدأت تنفيذ خطة الانقاذ التي «فرضتها» عليها الدول الاوروبية وصندوق النقد، ومن ضمنها الـHaircut الاختياري، بحيث خيّرت حملة سنداتها بين الاستمرار في حمل هذه السندات بانتظار أن تعود الاسعار الى طبيعتها، (استغرق الأمر حوالى 6 سنوات)، وبين الموافقة على قبض ثمنها في موعد قريب ومحدّد، بسعر السوق. في حينه، كانت أسعار سندات الدين اليونانية آنذاك أقل بحوالى 30 في المئة من سعرها الاسمي.

هذه هي النسبة التي اختار بعض المستثمرين في السندات اليونانية خسارتها (Optional haircut) مقابل ضمان الحصول على المال في موعد ثابت. في الحالة اللبنانية، خسرت سندات الدين حتى الآن حوالى 40 في المئة من قيمتها. واذا استمر الوضع الحالي لفترة أطول، ستواصل الأوراق اللبنانية خسارة المزيد من قيمتها في الأسواق. فهل يستطيع من في يده القرار، أن يتصوّر قساوة الاجراءات المطلوبة للخروج من الأزمة اللبنانية في وضعها الحالي.

وهل يستطيع أن يتصوّر كيف ستصبح هذه الاجراءات المطلوبة اذا طال الوقت، ولم نشكّل حكومة لنصبح قادرين على إعلان الافلاس وطلب المساعدة، في توقيت مقبول؟

شارك الخبر

مباشر مباشر

07:56 pm

غارتان على بلدة حولا

07:13 pm

قوات الدفاع الروسية نفذت 35 ضربة على منشآت أوكرانية للطاقة

07:09 pm

عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: الضغط العسكري على حماس قد فشل ويجب تغيير أسلوبنا

07:01 pm

بالأسلحة الصاروخية…المقاومة تستهدف موقع ‏السماقة في تلال كفرشوبا المحتلة

06:47 pm

ميقاتي إلتقى السفير المصري وصليبا وبحث مع وزير الطاقة واقع التغذية الكهربائية

06:34 pm

المقاومة تشن هجوماً مركباً بالمسيرات الانقضاضية ‏والصواريخ الموجهة على مقر القيادة العسكرية في مستوطنة المنارة

06:28 pm

“الوكالة الوطنية”: قصف لمحيط مستشفى ميس الجبل الحكومي

06:25 pm

“التقدمي”: لتطبيق القرار1701 والخروج بأوسع توافق حول ملف النزوح السوري

06:02 pm

خمس حالات غرق مقابل شاطئ الرملة البيضاء وعمليات البحث والإنقاذ مستمرة(بالصور)

05:51 pm

الميادين: الطيران الحربي الإسرائيلي يشنّ غارة بين عيتا الشعب والقوزح

05:49 pm

الأمم المتحدة تعلن تعليق الأعمال الإنسانية في دير الزور بسوريا بسبب الهجمات الأخيرة

05:30 pm

وزير الزراعة: كل التضامن مع أهلنا المزارعين في سهل بلدة الماري

05:28 pm

بايدن: لن يهدأ لي بال حتى يتم الإفراج عن كل المحتجزين لدى حماس في غزة

05:27 pm

اللجنة الفاعلة لمتعاقدي الأساسي: أساتذة لبنان وطلابه يدفعون مرة جديدة ثمن غياب الرؤية التربوية

05:07 pm

توضيح من أمن الدولة: تنفّذ مهامّها وتنسّق علاقاتها بالحكومة و بالأجهزة استناداً للقوانين

05:00 pm

غارة على أطراف بلدة القوزح

04:36 pm

معلومات صحافية أولية: غرق ٧ أشخاص على الرملة البيضاء تمّ إنقاذ ٤ وفقدان ٣ حتى الآن

04:32 pm

الراعي رعى إطلاق كتاب البطريرك اسطفان الدويهي في بكركي: حامل الرسالة الإنجيليّة في هذا الشرق ورجل الله المكرّس له

04:02 pm

بلينكن يتوجه إلى إسرائيل

03:55 pm

الأشقر اجتمع مع مديري فنادق عالمية في لبنان واتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة قضايا القطاع

03:51 pm

شرطة بوسطن تفض اعتصام طلاب جامعة نورث إيسترن بالقوة

03:50 pm

السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن…لهذا السبب!

03:35 pm

قوى الأمن: توقيف مروجي مخدرات في الضاحية الجنوبية بالجرم المشهود

03:26 pm

روسيا: إيقاف متهم جديد بهجوم “كروكوس” من طاجيكستان ليصبح إجمالي المتهمين 12

03:11 pm

زيلينسكي يطلق نداء جديدا لتزويد أوكرانيا بدفاعات جوية وأسلحة بأسرع وقت ممكن

03:09 pm

مركز الرصد الأورومتوسطي: زلزال بقوة 6.9 درجات ضرب سواحل اليابان

02:57 pm

الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محادثات بشأن غزة في الرياض هذا الأسبوع

02:45 pm

الجماعة: شاء ان يكون أبناء بلدة ببنين – العكارية ضمن قافلة الشهداء

02:33 pm

الصحة بغزة تحذر من انتشار الأوبئة والأمراض جراء طفح الصرف الصحي وتراكم النفايات بالشوارع وبين خيام النازحين

02:31 pm

خبير تركي يتوقع زلازل مدمرة في إسطنبول

02:27 pm

جيش العدو الإسرائيلي: قصفنا بنى تحتية لحزب الله في كفرشوبا وشبعا جنوبي لبنان

02:24 pm

حركة فتح لـ”العربية”: الكرة في ملعب إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة لا حماس

01:53 pm

وزارة المال: الرواتب في مواعيدها وقبل عطلة العيد

01:39 pm

انتخاب بيرم رئيسا لفريق الحكومات في “مؤتمر العمل العربي” في بغداد

01:01 pm

“السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال” تنعى الشهيدين خلف

12:36 pm

دياب: قرار وقف سداد اليوروبوندز لم يكن عشوائياً

12:19 pm

فنيش: قيادة المقاومة هي الأحرص على سيادة لبنان وأمنه

11:51 am

القاضية عون: أستغرب كيف يتهجم احد المحامين على قاض يقوم بعمله بكل تجرّد وأمانة خاصة في معرض تحقيق عدلي لم ينته بعد

11:32 am

الاعلام الفلسطيني: اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال على حاجز الجلمة شمال جنين في الضفة الغربية المحتلة*

11:15 am

زوابع قوية تضرب وسط الولايات المتحدة