لم تكن مألوفة مشاركة سنة زحلة وشيعتها في القرار السياسي للمدينة كعنصر مقرر. فللسنة مقعد نيابي واحد أيضاً. لكنهم أصبحوا أخيراً القوة الناخبة الأكبر. بحسب الدكتور الجامعي عبدالله السيد لـ”الأخبار”، فإن السكافية تغلغلت في القرى السنية كما الشيعية والمسيحية، بدءاً من بلدته سعدنايل إلى بر الياس ومجدل عنجر وقب الياس حتى كفرزبد وقوسايا. ورغم اعتماد جوزيف سكاف على ترشيح حسن زهمول الميس مرشّحاً سنّياً أول، لكنه كان يجد مواجهة شرسة من رفعت قزعون الخصم الشرس للكتلة الشعبية الذي أوصله المد الناصري إلى نيابة زحلة بداية الخمسينيات مع تأثر سنة البقاع بالرئيس جمال عبد الناصر الذي زحفوا للقائه أثناء زيارته إلى دمشق عام 1959. لكن خصومة قزعون لم تطل. استبدلها السكافيون بولاء الميس، طبيب الفقراء الذي فاز في انتخابات 1972 ضمن لائحة جوزف سكاف مع الياس الهراوي وحسين منصور وسليم المعلوف.
بعد الحرب، وبدعم من السوريين، تغلغل الرئيس رفيق الحريري في سنة زحلة. وبالتنسيق بين الطرفين، اختار مرشحين يمثلون عائلات كبرى كالنائبين علي ميتا ومحمد علي الميس من بر الياس. بعد اغتيال الحريري والخروج السوري واستعار الجو المذهبي عام 2005، جلس السنة في حضن تيار المستقبل بشكل شبه كلي، ما انعكس فوز قوى 14 آذار في انتخابات 2009 وفوز مرشح التيار عاصم عراجي في انتخابات 2018.
يشير السيد إلى أن سنّة دائرة زحلة باتوا يشكلون قوة انتخابية منفصلة قادرة على قلب النتائج لمصلحة أي لائحة يمنحونها أصواتهم في حال تكتلوا. حجم الكتلة السنية الناخبة المسجلة يفوق الـ 300 ألف، منهم أكثر 58 ألفاً اقترعوا في الدورة الماضية. وبعدما كانت المنافسة التمثيلية محصورة بين عائلات عراجي وميتا والميس في بر الياس، امتد التزاحم إلى مجدل عنجر وقب الياس وسعدنايل والعشائر العربية في البقاع الأوسط.