يشكل الملف الرئاسي بندا اساسيا في حركة الموفدين الدوليّين الى بيروت، حيث يقارب من باب التمني والنصح للبنانيين بالتعجيل بحسمه والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ مصادر موثوقة لاحَظت عبر “الجمهورية” ما سمّتها “زيادة في الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي اللبناني”، حيث كشفت “أنّ ثمّة معلومات ديبلوماسية غير مؤكدة حتى الآن عن دخول أميركي أكثر فاعلية على الخطّ الرئاسي، ترجّح ان يكون للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين دور مباشر في هذا الملف”، مشيرة الى انّ “الملف الرئاسي كان بندا اساسيا في محادثات الوسيط الاميركي في زيارته الاخيرة، والتي تمحورت بشكل اساس على تهدئة الجبهة الجنوبية، حيث طرحَهُ هوكشتاين كاستحقاق بات مُلحّاً جداً وينبغي حسمه سريعاً”.
وكشفت المصادر عينها “انّنا تلقّينا اشارات في الفترة الاخيرة تشير الى أن باريس بصَدد الحضور مجدداً على الخط الرئاسي في وقت قريب، وقد سبق للسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو أن لَمّح الى ذلك، ولكن لا شيء ملموساً او واضحاً حتى الآن”.
واستفسَرَت “الجمهورية” مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية حول الحراك الفرنسي المرتقب، فأكدت انّ الجهد الفرنسي متواصل مع لبنان، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، لمساعدة الاطراف في لبنان على إنجاز استحقاقاتهم الدستورية، من دون ان تؤكد ما قيل عن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان.
وحذّرت المصادر الفرنسية من عامل الوقت الذي بدأ يضغط بقوة، وقالت: لسنا نرى ما يبرّر المزيد من تأخير حسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس، فالوقت بات يعمل في غير مصلحة لبنان. وتبعاً لذلك امام الاطراف السياسية في لبنان تحديان اساسيان يتوجّب عليهم تجاوزهما على وجه السرعة، الأول هو المسارعة إلى بحث آليات جدية لانتخاب رئيس للجمهورية حيث ينبغي على السياسيين أن يدركوا انّ مصلحتهم اولاً واخيراً تكمن في التوافق على خيار رئاسي كمقدمة لإعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان”.
امّا التحدي الثاني، تضيف المصادر، فهو “السعي بكلّ جدية لعدم دفع الامور في الجنوب الى تصعيدٍ واسع ومنزلقات خطيرة، وهو ما تؤكّد عليه باريس. وانطلاقاً من حرصها البالغ على عدم الانزلاق الى مخاطر، وقناعتها بأن لا مصلحة لأي طرف بتوسيع دائرة الحرب، وجّهت رسائل مباشرة الى الجانبين اللبناني والإسرائيلي لاحتواء التصعيد وتبريد الأجواء، والسفير ماغرو يعبّر عن هذا التوجّه في لقاءاته المتتالية في بيروت”.
ورداً على سؤال، كررت المصادر التأكيد أن لا مصلحة لأيّ طرف في توسيع دائرة الحرب، كاشفة انّ ثمة توجهاً دولياً مؤيداً لصياغة ترتيبات جديدة في منطقة عمل القرار 1701، الا انها تَجنّبت الدخول في تفصيل هذه الترتيبات وماهيتها، مُكتفية بالقول “انّ باريس تتواصل مع كل الاطراف لتهدئة الاجواء، وتعتبر ان ثمة ضرورة ملحّة للتطبيق الكلي للقرار 1701، وتمكين قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) من القيام بواجباتها.