لعل ما اثار موجة مخاوف جديدة من التصعيد الحربي والميداني على ميدان الجبهة اللبنانية الاسرائيلية واتساعها تكرارا امس، ان هذه الجبهة بدت كأنها تسابق جبهات الحرب في غزة غداة صدور اول قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف اطلاق نار فوري في غزة منذ اندلاع الحرب هناك والتي تلاها في اليوم الثاني بعد اندلاعها تفجر الجبهة الحدودية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل بحسب ما جاء في النهار.
واستندت هذه المخاوف الى مؤشرات استباقية حيال استبعاد “جبهة الشمال” كما يسميها الإسرائيليون من أي اثر محتمل لوقف النار في غزة على غرار ما كان هدد بذلك وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت من واشنطن ، مهولاً بان وقف النار اذا حصل في غزة قد يعجل بالمواجهة الكبيرة مع لبنان واقترن ذلك برفض إسرائيل أصلا التزام قرار وقف النار. كما ان عامل تمدد الجبهة امس مجددا في اتجاه البقاع الشمالي، بحيث طاولت موجتان من الغارات الإسرائيلية الهرمل أولا ومن ثم سهل ايعات في بعلبك لاحقا، رسم دلالات لا يمكن التقليل منها لجهة اتساع ميدان تبادل الضربات في العمق إلى أقاصي البقاع الشمالي وتحويل هذه المنطقة كالجنوب ساحة استهداف دائم للطيران الحربي الإسرائيلي. علما ان الاستهدافات تطاول مرات أهدافا تصنف بانها استراتيجية كالهدف الذي شنت الغارة الإسرائيلية مساء امس في سهل أيعات في بعلبك وتبين وفق معلومات بانه مطار ميداني لـ”حزب الله”. ومن الدلالات أيضا ان التصعيد الواسع على المشهد اللبناني امس رسم حيزا من تهاوي قرار مجلس الأمن بوقف النار في غزة لجهة الارتباط التصعيدي اقله بين المشهدين. وكل هذا لم يحجب تطورا سلبيا اخترق التطورات الميدانية وتمثل في مواجهة بين أهالي رميش وعناصر من “حزب الله” على خلفية رفض الرميشيين توريطهم في استعمال ارضهم منصة اطلاق للصواريخ وترددات هذا الواقع ميدانيا وسياسيا.
وفيما الأنظار مشدودة الى غزة غداة تصويت مجلس الأمن على القرار الأول بوقف نار فوري طوال ما تبقى من شهر رمضان ، التهبت المواجهات الميدانية على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية واستهدفت غارة إسرائيلية بعد الظهر وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل حيث سمع دوي الانفجارات في محيط المدينة، ولوحظت سحب من الدخان. واشارت معلومات الى ان الطيران الإسرائيلي اغار على شاحنة صغيرة وقالت اخرى ان في المنطقة معسكرا لـ “حزب الله” الذي ضرب طوقاً أمنياً في المكان. وتجدر الإشارة الى ان منطقة وادي فعرا هي منطقة عسكرية تابعة للحزب يتردد ان فيها معسكرات تدريب واسلحة للحزب. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن “سلاح الجو هاجم بعلبك في العمق اللبناني رداً على استهداف قاعدة ميرون الجوية، وهاجم في عمق لبنان مجمعاً عسكرياً تستخدمه الوحدة الجوية التابعة لحزب الله، والذي كان يحتوي على مهبط وعدة مبانٍ عسكرية تابعة له”. وفي معرض ردّه على الاستهداف المذكور، قصف “حزب الله” ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل وهي “مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب” بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا. ومساء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على سهل بلدة إيعات في بعلبك وافيد انها استهدفت مزرعة حيث اشتعلت فيها النيران وعملت فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق وأفاد مراسل “النهار” في بعلبك بسقوط ضحيتين وجريح في الغارة.
اما في الجنوب فاستهدف قصف إسرائيلي منزلاً في كفركلا ودمّره، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف مبنى عسكري وبنية تحتية في محيط قرية عيتا الشعب وفي محيط كفركلا، ومهاجمة موقع استطلاع تابع لـ”حزب الله” في منطقة مارون الراس. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف حديقة مارون الراس ، واتبع ذلك بغارة مستهدفا بلدة عيتا الشعب. وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر هجماته مرة ثانية مستهدفاً منزلاً في بلدة مارون الراس.