الراعي في مراسم دفن سليمان: بعض النازحين السوريين باتوا يشكلون خطرًا على اللبنانيين ولمصلحة من هذه الفوضى؟

الجمعة ١٢ نيسان ٢٠٢٤

الراعي في مراسم دفن سليمان: بعض النازحين السوريين باتوا يشكلون خطرًا على اللبنانيين ولمصلحة من هذه الفوضى؟

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي
مأتم الشهيد باسكال سليمان

“ها أنا معكم كلّ الأيّام إلى نهاية العالم” .(متى 28: 20).
1. بهذه الكلمة الأخيرة التي ختم بها ربّنا يسوع الأربعين يومًا من ظهوراته لتلاميذه قبيل صعوده إلى السماء، أكّد لهم ولكلّ مؤمن ومؤمنة مواصلة رسالته ذات البعدين: أنا معكم كلّ الأيّام فاديًا لخطاياكم بموتي، ومانحًا إيّاكم الحياة الأبديّة بقيامتي. بموته تكفيرًا عن خطايا البشريّة جمعاء كشف وجه العدالة الإلهيّة التي “جعلته خطيئة من أجلنا، هو الذي لم يعرف خطيئة” (2 كور 5: 21). وبقيامته المنتصرة على الخطيئة والموت كشف وجه الرحمة الإلهيّة التي هي أقوى من كلّ خطيئة وشرّ. الرحمة الغافرة والعدالة لا تنفصلان. ولكن لا غفران من دون عدالة.
2. من هذا المعين اللاهوتي، استمدّت كلمتها الأولى زوجةُ الشهيد باسكال سليمان، المهندسة ميشلين يوسف وهبة، فيما الألم يعتصر قلبها وقلب كلٍّ من ابنتها وابنيها، إذ قالت: “مسيحنا قام من الموت، وتغلّب عليه. نحن أبناء الرجاء والحياة. نحن أبناء اللاخوف. منشان هيك ما منخاف، وما راح نخاف حتى من الموت”.
3. لم تتلفّظ بما نسمع اليوم صباحًا ومساءً، في الحرب والنزاعات والإعتداءات، بكلمة “ثأر” أو “قتل” أو “إتّهام”. بل غفرت بصمت وفقًا لثقافتها الإيمانيّة، تاركة قرار العدالة إلى القضاء، يقينًا منها أنّ “العدالة أساس الملك”. عندما مسّت جمرة الوجع الكبير كيان هذه الزوجة والأمّ، فاح أريج إيمانها. فرفعت فكرها وعقلها وقلبها إلى السماء، حيث حبيب قلبها ورفيق دربها وأبو أولادها يشارك في مجد القيامة. ومن خلال ما أنزل به المجرمون الخاطفون القتلة من شرّ، رأت إستكمالًا لما تحمّل ربّنا يسوع فادي الإنسان ومخلّص العالم من تعذيب وآلام وصلب وهزؤٍ، ليفتدي خطايا كلّ إنسان بآلامه وموته مصلوبًا، وليخلّص بمحبّته العالم الرازح تحت الشرور بقوّة قيامته. لقد كثر الشرّ على أرض لبنان، فالحاجة ماسّة إلى فداء.
4. لقد بدّلت بكلمتها المنطق السائد، والمتأجّج وهو منطق الإنتقام والثأر والتحريض والإشاعات وبثّ المعلومات الكاذبة وخلق أجواء محمومة واتهامات، وبها دعت إلى تهدئة هذه الأجواء، وإلى الثقة بالأجهزة العسكريّة والأمنيّة وبخاصّة الجيش الذي تمكّن بمخابراته من كشف ملابسات الخطف والإغتيال، وإلى الثقة بالقضاء مع عدم تسييسه. فكلّهم يتولّون التحقيق من دون ضجيج وتصريحات استباقيّة، والمهمّ معرفة أهداف الجريمة ومن وراءها. فالحقيقة ستظهر لا محالة، كما يؤكّد الربّ يسوع: “لا خفيّ إلّا سيظهر، ولا مكتوم إلّا سيُعلم ويُعلن” (لو 12: 2). ولكنّ المؤسف أن يكون مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريّين الذين استقبلهم لبنان بكلّ روحٍ إنسانيّة، ولكنّ بعضهم يتصرّفون بشكلٍ غير إنسانيّ، ويرتكبون الجرائم المتنوّعة بحقّ اللبنانيّين وعلى أرض لبنان. وباتوا يشكّلون خطرًا على اللبنانيّين في عقر دارهم. فأصبح من الـمُلحّ إيجاد حلّ نهائيّ لضبط وجودهم مع الجهات الدوليّة والمحلّيّة المعنيّة، بعيدًا عن الصدامات والتعديات التّي لا تُحمد عقباها. ومن واجب السلطات اللبنانيّة المعنيّة معالجة هذه المسألة الجسيمة الخطورة بالطرق القانونيّة والإجرائيّة. فلبنان الرازح تحت أزماته الإقتصاديّة والماليّة، ونزيف أبنائه بهجرتهم، لا يتحمّل إضافة أعباء نصف سكّانه. وهذا ما تعجز عنه كبريات الدول.
ومن ناحية أخرى يُجمع المعلّقون على هذا الخطف والإغتيال، في منطقة الشهيد باسكال الآمنة أنّ السبب الأساسيّ الذي يستسهل الإجرام المغطّى سياسيًّا من النافذين، والهارب من وجه العدالة أو المتمرّد عليها وعلى القضاء، هو عدم انتخاب رئيس للدولة. وبالتالي حالة الفوضى في المؤسّسات الدستوريّة والوزارات والإدارات العامّة وانتشار السلاح بين أيدي المواطنين والغرباء العائشين على أرض لبنان. فلمصلحة من هذه الفوضى في الحكم والإدارة والقضاء والسلاح وقرار الحرب والسلم من خارج قرار الدولة؟
5. إنّ الثقافة الإيمانيّة التي أظهرتها زوجة الشهيد تربّت عليها في بيتها الوالدي الذي نعرفه معرفة شخصيّة، فمذ كنّا في خدمة أبرشيّة جبيل العزيزة، تعرّفنا عن قرب إلى والدها السيّد يوسف أديب وهبه الذي تولّى رئاسة بلديّة ميفوق العزيزة، وكان دائمًا في استقبالنا كلّما زرنا الرعيّة أو مررنا بها في طريقنا إلى سيّدة إيليج. كما تعرّفنا إلى المرحومة والدتها نسب الحاج بطرس، وقد ربيّاها مع شقيقاتها الأربع على القيم الروحيّة والأخلاقيّة والإجتماعيّة.
6. هذه الخصال نمت في حياتها الزوجيّة مع عزيزها الشهيد باسكال، وهو إبن بيت كريم من ميفوق العزيزة. والده المرحوم رشوان سليمان، ووالدته الثكلى السيّدة هند أسد سليمان التي يعتصر قلبها وجع الأمّ. على يدهما تربّى باسكال مع شقيقيه على الإيمان المسيحيّ والأخلاق الإنسانيّة والروح الوطنيّة. أحبّ لبنان وشعبه، وقد عاش في منطقة تاريخيّة عريقة مدنيًّا وكنسيًّا ما بين عمشيت وجبيل وبلدته ميفوق وسيّدة إيليج. ما عزّز في قلبه محبّة الوطن والمحافظة عليه ورفع إسمه عاليًا. بهذه الإستعدادات تلقّى دروسه في مدرستي راهبات القلبين الأقدسين وراهبات الورديّة في مدينة جبيل. ثمّ حاز على شهادة المعلوماتيّة من الجامعة اللبنانيّة. ومن بعدها تابع دراساته العليا في جامعة السربون بباريس ونال شهادة الماستير في علم الإدارة.
بعد عودته إلى لبنان ارتبط في سرّ الزواج المقدّس مع الدكتورة ميشلين عام 2004. عاش الزوجان حياة زوجيّة سعيدة، باركها الله بثمرة الإبنة والإبنين، فسهرا على تربيتهم أحسن تربية، وعلى تأمين جوّ من الفرح والسعادة لينموا فيه. فقام بواجبه بعرق الجبين من خلال وظيفته في بنك بيبلوس طوال ثلاثين سنة. لكنّ إغتيال الزوج والوالد كسر عامود البيت. ولا شكّ في أنّكِ يا زوجته المؤمنة ستتحمّلين المسؤوليّة كاملة بالإتكّال على العناية الإلهيّة، وباسكال من السماء يعضدك وأولادك في شركة القدّيسين.
7. بغيابه يخسر حزب القوّات اللبنانيّة عنصرًا أساسيًّا من عناصره، وهو حاليًّا منسّق منطقة جبيل. دخل صفوف القوّات والتزم بها وبمبادئها وبموجباتها تعزيزًا للدولة والوطن وخدمةً للبنانيّين. لم يغب عن ضميره صوت دماء ألوف الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم ليحيا لبنان، ويحيا اللبنانيّون مخلصين لهذا الوطن الذي لم يُفتدَ بالبخيس من المال، بل بالدماء الزكيّة وقد أراقوها على أرضه ومن أجله دون سواه، حفاظًا على كرامة الوطن وشرف المواطنين. وفي كلّ مرّة كان يمرّ بسيّدة إيليج كانت ذكراهم تتجدّد في قلبه. بهذه المسؤوليّة التزم وخدم وضحّى وأعطى. وها الجماهير المعزّية التي تقاطرت إلى عمشيت وجبيل وبيروت وميفوق دونما انقطاع لدليل قاطع على إستنكار الجريمة النكراء من جهة، وعلى سقوط باسكال عن كلّ واحد وواحدة منّا من جهة أخرى. إنّه بسقوطه يقويّنا لنصمد في الإيمان بأنّنا أبناء القيامة والرجاء واللاخوف، وبأنّ المسيح هو سيّد العالم والتاريخ وله الكلمة الأخيرة: كلمة الحياة لا القتل! كلمة المحبّة لا الحقد! كلمة السلام لا الحرب! كلمة الحقّ لا الباطل، كلمة الأخوّة لا العداوة.
8. باسمكم جميعًا أيّها المشاركون أتقدّم بالتعازي الحارّة من زوجة الشهيد باسكال وابنته وابنيه ووالدته وشقيقيه، وعمّه وعمّاته، وخاليه وخالتيه وحميّه وبنات حميّه. ومن رئيس حزب القوّات اللبنانيّة ومنسقيّة منطقة جبيل وجميع المحازبين في القوّات اللبنانيّة. رحمه الله بغنى رحمته، وأشركه في مجد القيامة.
المسيح قام!

شارك الخبر

مباشر مباشر

10:48 pm

“إسرائيل” تتهم الأمم المتحدة بـ”التماهي مع حماس” بعد انتقادات غوتيريش (الحدث)

10:45 pm

المقاومة في غزة توثّق استهداف جنود وآليات العدو في خان يونس

10:42 pm

برلماني أوكراني: البلاد فقدت نصف قدرتها على إنتاج الغاز

10:39 pm

جيش العدو الإسرائيلي: اعترضنا صاروخا أطلق من المنطقة الوسطى لقطاع غزة دون إصابات أو أضرار

10:38 pm

11 شهيداً في قصف العدو خيام نازحين غرب مدينة غزة

10:35 pm

ظريف: غروسي يمهد الطريق لجريمة أخرى بتوهماته حول مكان يورانيوم إيران المخصب

10:32 pm

“موديز” تثبّت تصنيف شركة دبي لصناعات الطيران

10:29 pm

مشرعون أميركيون يطالبون بالتحقيق مع شركة صينية للهواتف الذكية بسبب مخاوف أمنية (العربية)

10:19 pm

القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصدر سوري: توجه نحو التوصل إلى اتفاق سلام بين “إسرائيل” وسوريا قبل نهاية العام

10:18 pm

عراقجي: تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة نتيجة “الدور المؤسف” الذي لعبه غروسي

10:17 pm

اتهام قاصر سوري بدعم “داعش” في مخطط استهدف حفلاً لتيلور سويفت..

10:14 pm

وزير الداخلية الإيراني: “إسرائيل” استهدفت مراكز الشرطة بهدف إثارة الفوضى في أول أيام الهجوم

10:09 pm

ملحم زين يحتفل بذكرى زواجه برسالة مؤثرة: “17 سنة حب وحياة حلوة”

10:06 pm

سي إن إن: روبيو أبلغ المشرعين أنه يريد لقاء مباشراً مع القيادة الإيرانية

10:03 pm

“أمل” و”الحزب”: للعزوف عن الترشح إلى عضوية رابطة اساتذة التعليم الثانوي ومقاطعة الانتخابات غدًا

10:01 pm

وزير الخارجية التركي: تركيا مستعدة لاستضافة جولة ثالثة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا

10:00 pm

الجيش الإيراني يعلن حصيلة ضحاياه خلال الحرب الأخيرة مع “إسرائيل”

09:54 pm

أكسيوس عن مسؤولين: من المتوقع أن يزور نتنياهو واشنطن خلال النصف الثاني من شهر تموز المقبل

09:51 pm

10 شهداء وعدد من الجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين قرب دوار فلسطين غربي مدينة غزة

09:49 pm

حادث مأساوي يهز مصر.. مصرع 18 فتاة تحت عجلات شاحنة وقود

09:44 pm

طوارئ الصحة: 4 جرحى في الغارة على شقرا

09:29 pm

علييف: ثمة أوساط تنشر مزاعم كاذبة للإضرار بعلاقاتنا مع إيران

09:27 pm

وزير الخارجية التركي: توقعنا أن الحرب لن تنحصر في غزة فقط بل ستنتقل إلى جغرافيا أخرى وهي إيران وهذا ما حصل

09:26 pm

توضيح لـ”حركة امل”..

09:25 pm

الولايات المتحدة تعلن تعليق المحادثات التجارية مع كندا

09:16 pm

وزير العمل: رفع الحد الأدنى للأجور ما هو إلا الخطوة الأولى

09:12 pm

إصابة مواطنتين بغارة نفذتها مسيرة إسرائيلية واستهدفت منزلًا في محيط بركة شقرا

08:58 pm

ميناسيان استقبل لاوندوس: زيارة تؤكد الثوابت الوطنية

08:55 pm

الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة

08:52 pm

مسيرة إسرائيلية تستهدف محيط بلدة شقرا جنوبي لبنان

08:51 pm

هيئة البث الإسرائيلية: مقاتلة إسرائيلية حاولت اعتراض مسيرة إيرانية بثاني أيام الحرب بصاروخ سقط في دولة عربية

08:49 pm

الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام بعد 30 عامًا من الصراع وآلاف القتلى

08:40 pm

“تسليم السلاح يتحقق بالتفاهم”.. باسيل: ما هي خطة هذه الحكومة وماذا تقول للمودعين؟

08:36 pm

السعودية تدين استمرار أعمال عنف المستوطنين ضدّ المدنيين الفلسطينيين

08:35 pm

ضبط حوالي 3 ملايين حبة كبتاغون و50 كغ حشيش في ريف دمشق

08:25 pm

أكسيوس: وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيزور واشنطن الاثنين المقبل لإجراء محادثات حول الحرب في غزة

08:20 pm

وسائل إعلام إسرائيلية: مصادر أجنبية: استخدمت أميركا نحو 20 بالمئة من المخزون العالمي من صواريخ “ثاد” خلال 11 يوماً للدفاع عن “إسرائيل”

08:18 pm

فرنسا.. وفاة طفل بطريقة مأساوية جراء نسيانه داخل السيارة!

08:14 pm

الجيش أنهى جولته التفقدية في وادي العصافير – الخيام.. ماذا تبين؟

08:13 pm

إقالة مدرّب الصين إيفانكوفيتش بسبب الإخفاق في تصفيات مونديال 2026