قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خلال حفل افتتاح شارع المكتبة العامة المرمم في جزين بحضور الرئيس العماد ميشال عون: “نلتقي اليوم بجزين بمناسبة جميلة، في وقت يلف الحزن الممزوج بالفخر كل الجنوب: الحزن على الشهداء الذين سقطوا على يد “اسرائيل”، والفخر بشهادتهم كونهم شهداء الشرف، صور الشهداء والمنازل المدمّرة حاضرة امام اعيوننا واصوات الطيران الحربي فوقنا تنخر اذاننا، وهي تفضح “انسيكلوبيديا” التزوير الذي قرأها نتنياهو امام الكونغرس الاميركي”.
واضاف باسيل: “جزين مثل كل الجنوب شاهد وشهيد: شاهد على الظلم وتزوير الحقائق من 1948 الى اليوم. وشهيد مع كل مقاوم استشهد دفاعاً عن ارضه، ومع كل لبناني تهجّر من منزله وكل منزل تدمّر وكل زرع احترق”، مشيراً الى ان “صمود التيار وأهله بجزين وفي كل الجنوب هو فعل مقاومة بوجه المحتلّ وبوجه كل مشروع تقسيمي. اليوم نحن نقاوم بطريقتنا من جزين: “عم نعمّر لنعبّر عن ارادة صمود وبقاء بهالأرض”.
واضاف “اعلم ان اساسات الكيان الاسرائيلي تهتز ويُقال ان حوالي 45 الف شركة اقفلت وان حوالى مليون شخص هاجر مؤخراً “واكيد الثقة بالأمان اهتزت!” ولكن اعلم اكثر ان ثقة شعبنا ببلده ودولته وبالقانون انفقدت وليس فقط اهتزت، ويجب علينا جميعاً العمل لنأمّن له الحدّ الأدنى من شروط البقاء”.
وقال باسيل: “اليوم نفتتح مشروع ترميم شارع في جزين كي نستقطب المزيد من الأعمال والسياحة لجزين، وكي نشجّع الاستثمار في جزين وكي نؤمّن المزيد من فرص العمل، هذا المشروع هو تعبير اضافي عن فكرنا الوطني والانمائي والتنموي، الذي اظهرناه بأماكن عديدة منها البترون ودوما وسمار جبيل وطرابلس واليوم جزين، والذي نسعى الى تعميمه في كل المناطق، و”انشالله منقدر”، مضيفاً “وحياتكم لو عنّا الامكانيات المادية الخاصة فينا، كنّا منفرجيكم كيف منحوّل كل اقضية لبنان لتكون بتشبه فكرنا وتشبه اللبنانيين وطاقاتهم الناجحة المنتشرة بكل المناطق وبكل بلدان الانتشار”. وتابع “هذا المشروع هو صورة عن كيف نرى كل لبنان، وهو برهان عن “كيف منقدر نعمله” اذا بيوقف التعطيل والتشويش على افكارنا ومشاريعنا”.
واوضح باسيل: “خلافنا الكبير اليوم مع حزب الله حول بناء الدولة وادارة البلد والشراكة وخلافنا الاستراتيجي بوحدة الساحات والاستراتيجية الهجومية بدل الدفاعية “ما غيّر موقفنا المبدئي” انّ “اسرائيل” عدو وان المقاومة حق للشعوب بالدفاع عن ارضها وان قضيّة فلسطين قضيّة وجود وحق لا يمكن التنازل عنها”، مضيفاً “كان موقفنا المبدئي في حرب تموز بلا مقابل وهكذا يكون موقفنا اذا شنّت اسرائيل حرب علينا مجدداً وبلا مقابل ولكن انتم ايضاً اخرجوا من تغطية مخالفات الحكومة وبلا مقابل وافرجوا عن رئاسة الجمهورية وافتحوا الباب للتشاور وللتفاهم على مرشّح والاّ افتحوا باب المجلس للتنافس وبلا مقابل”.
ولفت الى ان “التيار اثبت انّه قادر على صياغة التفاهمات مع كل من يريد وكَسَر محاولات عزله وتهميشه بعد 17 تشرين وسيبقى محور الحياة الوطنية… “بيقدر ينتقد او يدعم، يقبل او يرفض، ولكن ما بيقطع مع حدا ولا بيقاطع حدا. لا بيكسر ولا بينكسرّ، بيتمسّك بالثوابت وبيترك ابواب الحوارات مفتوحة”، مضيفاً “ناضل التيار لعودة المسيحيين للدولة وسوف يناضل لمنع اخراجهم من الدولة مجدداً، وهذا الهدف سيبقى قائم من باب الحرص على بقاء لبنان الموحّد والمتنوّع والمتشارك والمتوازن”. وقال: “يلّي بيحاول يهمّشنا، هو بيكون عم يدفع لفكرة التقسيم ويرمي المسيحيين بأحضان الانعزال بسبب الخوف والقلق من المستقبل وبأحضان المراهنين على تفكيك لبنان. عم نطالب بالاتفاق، مش الفرض، ما حدا بيفرض رئيس على حدا! وقبلنا بالتشاور وصولاً لهيدا الهدف، واكيد اننا قادرين نتفاهم على اكثر من اسم، ومن يعطّل التشاور من الجهتين يساهم ويتقاطع مع الآخر باستمرار الفراغ ومنع وصول رئيس”.
واضاف باسيل: “نحن لن نغطّي اي كسر لإرادة الناس ولا اي تهميش لارادة المسيحيين، ومن يهدّدنا ان يمرّ قطار التسوية من دوننا: نحن لا نخاف ان نكون خارجها لأنّها ستكون فاشلة وستسقط من دوننا، فلتسقط لوحدها من دون ان نسقط نحن معها”، قائلاً: “ما حدا يفكّر بأحلاف ثلاثية ورباعية ضد اي فريق، نحن مع تحالفات وطنية وليس مع احلاف طائفية، ولا حدا يراهن على موازين قوى خارجية “لأن شو ما كانت قوّتها، ما بتستمرّ فعاليّتها اذ مش محصّنة ومغطّاية بتوافق داخلي”.
وتابع: “اختلفنا مع الجميع بموضوع النازحين وشوفوا وين صرنا”؛ اختلفنا على دخولهم ونختلف اليوم على خروجهم… نحن نطالب اليوم بعودة لائقة وآمنة للنازح السوري وللموجود بشكل غير شرعي من خلال اعادة اعمار سوريا وليس من خلال خلق فتنة جديدة بين اللبنانيين والسوريين”، قائلاً: “يلّي بدّو يتمرجل اليوم بموضوع النزوح كان يتمرجل سنة 2011 وقت كانت الأزمة بتتطلّب مرجلة، ويلّي حريص على العودة، يتفضّل يطبّق القوانين اللبنانية والدولية ويلاقينا على مجلس النواب يقرّ القوانين الناقصة اللازمة ويلّي قدّمناها، الأجنبي يلّي بيقول لنا تعوّدوا على الاندماج، منقلّه احترم حالك وتعوّد على فكرة انّو لبنان كان قبلك وباقي بعدك ونحنا مزروعين وباقيين فيه وانت فالل”.
واضاف باسيل: “عندما نتحدث عن لامركزية فهي مثل مشروع اليوم، لتطوير نظامنا نحو الانماء، ومن يرفض اللامركزية بحجّة التقسيم فهو يتساوى بالجريمة مع من يريد استغلالها لتقسيم لبنان، نحن نقول من جزين لكل من يريد ضرب الوحدة الوطنية ولكلّ من يريد منع التطوّر الوطني: سنتصدّى للاثنين ولن نسمح للمغامرين ان يأخذونا الى خيارات مدمّرة”.
وقال: “جزين بقلب التيار، والتيار لا يبتعد عن قلبه، وقلب جزين كان ومازال وسيبقى ينبض على دقات قلب التيار الوطني الحرّ، المرحلة الأخيرة في جزين كانت خطأ ونحن اخطأنا اننا تحمّلنا امور لم يكن علينا تحملها، وهذه المرحلة لا نريد ان تتكرر، لأن قلب التيار مكسور من دون نواب في جزين وقلب جزين مكسور من دون نواب من التيار في جزين”، واضاف “انتهى العائق الذي منعنا ان نأمّن التحالفات اللازمة في جزين مع اهلنا بصيدا وبجبل الريحان، وزال العائق الذي كان بين ناسنا وشبابنا و”قرّف وهرّب كتار منن وخسّرنا كتير من محبّينا”.
وتابع باسيل: “انا اليوم جايي من صيدا وحامل سلام منها… هي عاصمة المقاومة والوحدة الوطنية وهي رمز الاعتدال والانفتاح السني والانتماء اللبناني، كمان انا حامل اليوم سلام لصيدا وجبل الريحان من جزين المتصالحة مع نفسها ومحيطها… جزين ايدها الممدودة لصيدا وجبل الريحان يلّي انحرمنا من زيارته اليوم للأسباب الأمنية المعروفة، والتيار ايده ممدودة متل جزين للجمع بين اللبنانيين”.
لوتوجه لتياريين في جزين قائلاً: “نحن سويا نعيد قوّة التيار وحضوره في كل الساحات، متل اليوم بساحة جزين، وهذا بفضل الأوفياء في التيار وهم الاغلبية الساحقة فيه، امّا مجموعة قلّة الوفاء ونكران الذات والجميل والتاريخ والنضال فهي صغيرة كثيراً “وعم تنطفي”، تحمّلنا على حساب كرامتنا كي نحمي تيّارنا ونحافظ على جمعتنا… انتهت فترة السماح وحان وقت الانطلاقة الجديدة للتيار في جزين وصيدا وبكل لبنان، انطلاقة عنوانها الانفتاح على الجميع”.
وختم باسيل قائلاً: “عذراً جزين انظلمتي متل ما انظلمنا… ما في يوم نسيناكي ولا تركناكي، تعلّمنا محبتّك من محبّة ابنِك، الجنرال عون … هو علّمنا شو يعني جزين الصمود والكرامة، وشو يعني ما في جزين من دون تيار وما في تيار من دون جزين”، اليوم العودة لجزين من خلال الانماء وغداً العودة من خلال النواب… جزين، تبقى في القلب والفكر، وتبقى بضمير التيار الوطني الحر كي يعود التيار لك مثل قبل… وأقوى!”.