كتبت “الديار”: مساء امس، جرت مواجهات ضارية بين المقاومين و القوات الاسرائيلية في مثلث القوزح – راميا – عيتا الشعب ومن مسافة صفر بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، وأدت المواجهات الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنود العدو كما أعلنت المقاومة الإسلامية، وقد وقعت القوة المتوغلة الاسرائيلية عند مثلث القوزح وعيتا الشعب وراميا بكمائن المقاومين، وحاولت مروحيات اسرائيلية سحب جثث الجنود الإسرائيليين فتعرضت لنيران كثيفة، وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية عن حدث استثنائي في الشمال وعن هبوط ٩ مروحيات عسكرية في مختلف المستشفيات، كما كشفت عن هجوم كبير بالمسيرات الانقضاضية استهدف الجليل الاعلى، فيما طالت صواريخ المقاومة معظم المستعمرات الاسرائيلية وصولا إلى صفد.
وحسب المصادر المتابعة لما يجري، صمود مقاتلي حزب الله، ادى حسب وسائل الإعلام الاسرائيلية الى خلافات بين جنود العدو وقياداتهم حول طريقة ادارة الاقتحامات، كما اعترف الإعلام الاسرائيلي ان “حزب الله استعاد عافيته القتالية وتوازنه واستوعب الضربات المختلفة، ودخلنا مجددا في الرمال اللبنانية”.
وفي المعلومات، ان القيادات العسكرية في حزب الله طلبت من العديد من المقاتلين إخلاء بعض المواقع التي باتت “ميتة” عسكريا ورفضوا الاوامر واصروا على القتال والاستبسال وعدم الانسحاب والالتحام مع جنود الاحتلال من مسافة “صفر” لتعطيل عمل الطيران، هذا الصمود والقتال النوعي قد يدفع نتنياهو الى الاكتفاء بالمطالبة باقامة منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات فقط بدلا من 10 كيلومترات، اما انسحاب مقاتلي حزب الله الى ما قبل الليطاني وتجريدهم من سلاحهم غير قابل للتحقيق ويحتاج لسنوات وسنوات وتدمير المنطقة برمتها.
وتخشى المصادر ذاتها، ان يهرب نتنياهو الى الامام اذا استمر المازق العسكري في الجنوب، مستغلا فترة الـ 20 يوما الفاصلة عن اجراء الانتخابات الاميركية، واللاقرار والفراغ في ادارة بايدن لتصعيد حربه على لبنان واستخدام اسلحة محرمة دوليا تسمح له بخروقات في الجنوب بالتوازي مع تنفيذ ضربة كبرى على ايران تطال منشاتها النووية وقواعدها العسكرية ودفع المنطقة الى المواجهة الشاملة الطويلة واغراق اميركا فيها اعتقادا منه ان الحرب الكبرى ستكون نتائجها لمصلحة اسرائيل والشرق الاوسط الجديد، فالاسابيع القادمة حاسمة جدا، والضمانات الاميركية الخبيثة التي أعلنها ميقاتي بتجنب قصف الضاحية وبيروت تبخرت امس عبر تنفيذ سلسلة غارات صباحية على حارة حريك ،رغم ان المقاومة تعاملت مع هذه الضمانات كأنها لم تكن، وواصلت قصفها على وادي حيفا ووسعته نحو هرتسيليا وتل ابيب ومناطق جديدة، كما رفعت وتيرة اطلاق الصواريخ من جميع العيارات، وجددت شرطها بان عودة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة مدخله الوحيد وقف اطلاق النار اولا، وهذا هو موقف الرئيس بري، علما ان جهات دولية حذرت لبنان الرسمي من الركون الى ضمانات نتنياهو وحتى الى الوعود الاميركية وقالت بالحرف الواحد «عندما يظهر اي هدف لنتنياهو في الضاحية وبيروت واي منطقة في لبنان سيقوم باستهدافه فورا».
وتؤكد المصادر المتابعة بدقة الى التطورات، العالم على كف عفريت، ونتائج المواجهة سترسم خارطة طريق المرحلة القادمة، واي شرق أوسط ؟ واي لبنان ؟ ولون وشكل رئيس الجمهورية والسلطات التنفيذية والتشريعية، واذا نجح مشروع الشرق الاوسط الجديد ستكون هناك سلطة مغايرة لكل العهود التي قامت منذ الطائف، واذا فشل ستكون هناك سلطة برئيس جمهورية ممانع من الدرجة الأولى مع سلطات تنفيذية وتشريعية، لان الوصول الى التوافق الرئاسي وحكومات الوحدة الوطنية كما كان سائدا منذ التسعينات ولى ولن يعود، وكل القوى اللبنانية تنتظر نتائج المواجهة الكبرى وشكل السلطة الجديدة، وربما تصل المطالبات الى طائف جديد واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وتحديد العلاقات العربية والدولية ودور لبنان المستقبلي «هانوي ام هونكونغ»؟