فيما الموقف اللبناني ثابت، عند ما «اتفق» عليه رئيس مجلس النواب والوسيط الاميركي، خلال زيارة الاخير الى بيروت، من خارطة طريق لوقف لاطلاق النار وتطبيق للقرار 1701، على ما تؤكد مصادر سياسية رسمية ل”الديار”، رغم كل التسريبات وضخ المعلومات المغلوطة، حسم اموس هوكشتاين مسألة وقف اطلاق النار اقله في غضون الاسبوعين المقبلين مع دخول بلاده مدار الانتخابات الرئاسية، مغردا بانه في واشنطن، خلافا لما روجت له اوساط اعلامية لبنانية، رغم ان معطيات اشارت الى قيامه بزيارة سرية سريعة الى تل ابيب حيث عقد سلسلة من اللقاءات ذات «الطابع الانتخابي» قبل ان يعود، معرجا على قبرص، دون ان يتطرق الى الملف اللبناني في تل ابيب.
فـ «اسرائيل» ماضية في تصعيدها، ناسفة كل الخطوط الحمر، فلولا تدخل واشنطن بقوة لما تراجعت عن استهداف مستشفى الساحل، بعد ما زعمه الناطق باسم جيشها افيخاي ادرعي من ان المال والسلاح المشار اليهما في خريطة وزعت على الاعلام، ليسا تحت مستشفى الساحل بل تحت سنتر الساحل المجاور، في وقت يستمر فيه استهداف المدنيين والمناطق السكنية والتجارية، من السوق التجاري في النبطية ومحاله التجارية، الى كل من صور والضاحية الجنوبية لبيروت.
هذا ويستمر العدو الاسرائيلية في استهدافه العمق اللبناني بقاعا، في محاولة لعزل المحافظة عن بيروت والجنوب، وعزل لبنان عن سوريا، حيث باتت كل المعابر الشرعية بين البلدين خارج الخدمة، باستثناء العبودية» شمالا، رغم تأكيد التقارير الاستخباراتية ان الاجراءات الاسرائيلية لم تحل دون وصول التعزيزات، حيث لا تزال خطوط الامداد سالكة بين سوريا ولبنان.
في المقابل، يعيد حزب الله تنظيم صفوفه بعد الضربات القاسية التي تلقاها، بدليل انتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا عاما خلفا للسيد حسن نصرالله بعد شهر على استشهاده، في مؤشر قرأ فيه الكثيرون عزما على المضي في حرب طويلة. اما ميدانيا، فيبدو الحزب صامدا في وجه الضربات، مصعدا من وتيرة اطلاق صواريخه، ومدخلا انواعا جديدة الى ساحة القتال، موقعاً خسائر فادحة في قوات العدو البرية وبوتيرة يومية.