اكد الباحث والمحلل السياسي الدكتور وسيم بزي ان تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينا عام لحزب الله له مجموعة رسائل وهو دليل على انتظام العمل التنظيمي المؤسساتي داخل الحزب وحرص حزب الله من خلال هذا التعيين على 4 أمور: الأمر الأول ان مؤسسات الحزب الداخلية عادت وانتظمت من أصغر مقاوم الى رأس الهرم الأعلى، ثانيا ان المرونة بعمل المؤسسات وعلى رأسها الشورى أدت دورها الطبيعي في انتخاب أمينا عامًا، ثالثا هو اعلان لمرحلة جديدة في السياسة والأمر الرابع هو رسالة تحد داخل الحزب لكل أعدائه في الداخل والمنطقة وفي اميركا وفي كيان العدو.
وأضاف في حديث ضمن برنامج “مانشيت” عبر صوت “المدى” مع الاعلامية سينتيا بدران: إن تعيين الامين العام للحزب بالاسم يعطي مستوى من الثقة ان حزب الله تجاوز مرحلة الانكشاف الأمني التي حضر لها العدو وحقق نجاحات هائلة وزلزالية اعتقد العدو انها ستؤدي الى سقوط الجسد.
وتابع: الأمر المهم أن تعيين الشيخ قاسم هو اعلان ولادة لمرحلة جديدة، والجسدان التنظيمي والعسكري للحزب يعملان بسلاسة وحزب الله يدخل الى هذه المرحلة الجديدة التي سيتقاطع فيها حكما في المستويين السياسي والعسكري لأول مرة، ويحرص نواب الحزب على أن يشاركوا بحيوية وبالحضور اليومي بالعمل السياسي الطبيعي وهذا الاعلان يكرّس الرمزيات والدلالات لهذا التعيين.
وقال ردا على سؤال: ذاهبون الى لحظة يتقاطع فيها بقوة واقع الميدان مع الفعل السياسي وهذا شكل من أشكال اعلان الجهوزية من قبل الحزب. هذا اعلان الحضور القوي بالسياسة في كل الملفات المطروحة والحضور القوي في إحدى المعارك الكبرى والأساسية وهي معركة النزوح والعمل على مساعدتهم حيث هم موجودون عبر الدولة وآلياتها وأيضًا عبر توفير فرصة لعودتهم الى مناطقهم حتى لو كانت مدمّرة وسنرى برنامجًا ضخمًا في هذا السياق من اللحظة التي يعلن فيها عن وقف اطلاق النار.
وسأل المحلل السياسي الدكتور وسيم بزي: هل العدو جاهز لدفع الثمن المترتب على دخوله المرحلة الثانية من العملية البرية؟ هل العدو جاهز فعلا لتحمل المستوى الثاني من الخسائر؟ كل العناصر تلوّح بأن العدو غير جاهز لتحمل الأثمان الكبيرة.
وأجاب ردًا على سؤال حول زيارة مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيرين آموس هوكستين وبريت ماكغورك غدا الى “اسرائيل”: الزيارة تقطع كل التسريبات من قبل العدو وبعض الاعلام اللبناني التي حاولت ان تصوّت لمواعيد كاذبة وغير صحيحة ومن الممكن ان تكون جزءًا من الحرب النفسية. ولا شك بأن هناك رباعيا في أميركا هو الذي أدار الحرب على لبنان وهنا نتكلم عن وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ورئيس مجلس الأمن القومي وعن ماكغورك كمسؤول عن ملف الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي وعن هوكستين كمبعوث للرئيس بايدن وهذا الرباعي هو الذي تعاون بإخفاق في ظل غياب كامل لرئيس الولايات المتحدة ونائبته. وزيارة الغد قد تكون افتتاحية لاتجاهين التصعيدي او الحلول المرتكزة بشكل أساسي على القرار 1701 كمدخل لوقف اطلاق النار ثم دخول الجيش وثم بدء انسحاب جيش العدو لمدة شهرين.
وختم قائلا: اذا توصلنا الى هذين الشهرين ستكون الفرصة كبيرة الى تبلور مجموعة من الأحداث العالمية الكبيرة وتكون الإدارة الأميركية الجديدة قد استلمت ونتنياهو لديه حسابات أميركية كبيرة جدًا، ويكون خلال هذين الشهرين قد تبيّن المسار الإيراني الاسرائيلي في المواجهة الحاصلة وموضوع رئاسة الجمهورية في لبنان.