رأى رئيس أركان الدفاع الايطالي الجديد، الجنرال لوتشانو بورتولانو ، أن “السيناريوهات غير المستقرة، أصبحت تفرض الآن تطبيق قواعد اشتباك جديدة على قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)”.
وفي تحليل تضمنته تصريحات لصحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية الإثنين، قال بورتولانو، إن “مسؤوليتي الرئيسية تكمن بأن تكون القوات المسلحة مستعدة للدفاع، وهو ما يعني، كما تذكرنا التجربة الأوكرانية، القدرة على مواصلة جهد عسكري طويل الأمد، إذا لزم الأمر”.
واسترسل: “بدلا من ذلك، لدينا اليوم بنية مهمة ووسائل، على الرغم من أنها كافية للتعامل مع الأزمات المحلية، إلا أنها تتطلب تعزيزًا كبيرًا حتى نتمكن من التعامل مع سيناريوهات معقدة ومتعددة”، مبيناً أنه “بالنسبة لمهمة اليونيفيل في لبنان فيجب أن تتكيف قواعد الاشتباك”.
وبحسب الجنرال، الذي كان قائد اليونيفيل، فإن الأولويات اليوم هي “الدفاع والردع، وفي المقام الأول دفاع الدولة، وحماية الفضاء الأوروبي الأطلسي، إذ يجب العودة إلى مركز الاستراتيجية الوطنية في ظل حالة عدم اليقين، غياب الاستقرار والتنافس المتزايد”.
وأردف: “ينبغي علينا أن نتعامل مع تحديات وفرص الابتكار التكنولوجي: الرقمنة والحد من عدم التماثل التكنولوجي بين مختلف مكونات الدفاع، لامتلاك أداة عسكرية مشتركة ذات مصداقية، متوازنة وجاهزة للعمل في مجالات متعددة”.
أما بالنسبة للخدمة العسكرية الإجبارية، فلا يعتبرها بورتولانو “حلا قابلا للتطبيق اليوم، فنحن نعيش في أوقات صعبة تحتاج إلى محترفين جادين ومدربين”. وفي ما يتعلق بوجود شركاء أوروبيين يقومون بتدريب المواطنين، لفت إلى أن “في إيطاليا، يمكن تنفيذ البرامج التعليمية في المدارس وحملات التدريب والتوعية في متناول الجميع، بما يتماشى ومبادئ الديمقراطية والدستور، لتعزيز الشعور بالمسؤولية الجماعية إزاء الدفاع عن الوطن، توفير المهارات المفيدة للحياة اليومية والتعامل مع حالات الأزمات”.
وفي ما يتعلق بمهمة اليونيفيل أيضاً، خلص الجنرال إلى القول، “في جنوب لبنان، نحن موجودون مع دول أخرى بأكثر من ألف جندي، بالإضافة إلى قوة (Mibil) المشتركة، وهي قوة محايدة تجاه الأطراف. لقد أرادها المجتمع الدولي وقبلها لبنان وإسرائيل، لكن الإطار القانوني لقواعد الاشتباك لم يكن كافيًا على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الميدانية الحقيقية، اليوم أكثر من أي وقت مضى”