وصف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب البقاعي غازي زعيتر دعوة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لانتخاب رئيس جمهورية “ولو دون النواب الشيعة، بأنّه “هرطقة دستورية وهلوسة فكرية، كلام لا مسؤول وغير وطني”، واضعاً هذه “المهاترات” في سياق “الكلام السياسي الذي لا ترجمة قانونية ودستورية وميثاقية له”. وإذ ذكّر بحرص بري الشديد “على الميثاقية واجماع كل الطوائف في محطّات عدّة، وليس آخرها عندما رفض عقد حوار وطنيّ للتوافق على رئيس الجمهورية من دون مُشاركة “القوّات اللبنانيّة”، قال: “هذا هو الفرق بين رجل الدولة وبَيْن بَيْن….”.
ورأى زعيتر في الاستهدافات الاسرائيلية لمناطق محسوبة على بري “في إطار فرض المزيد من الضغط على رئيس المجلس”، إلا أنه أكد أنّ بري “وليس في هذه المحطة العدوانية الإسرائيلية ، بل منذ بداية نشأته وتسلّمه مهامه في رئاسة مجلس النواب، وقبلها في حركة “أمل” لا يتراجع مهما كان الثمن غالياً، سواء بالحجر أو البشر، فهو كما سبق وقال مثل طنجرة “البريستو” لا ينضغط، ويدرك الجميع أنّه يعيش مع اللبنانيين ظروفهم الصعبة، سواء تعرّضت بلدته تبنين للاستهداف أو أي منطقة لبنانية أخرى، فالحجر يمكن بناؤه مجدّداً وأرواح الشهداء إن شاء الله تكون لبناء الوطن الواحد الموحّد، وطن نهائي لجميع ابنائه، كما قال عنه الإمام المغيّب موسى الصدر” .
ولم يستغرب زعيتر مشهد “الهمجية الإسرائيلية العدوانية، فتاريخ نشأة هذا الكيان هو عدوان وجرائم ومجازر ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني أو في حق الشعوب العربية الأخرى، وضمّ أراض عربية لبنان كان له حصّة منها منذ العام 1947 لتاريخ اليوم، في ظل صمت عربي وعالمي وأممي بالرغم من كل القرارات الدولية”.
ولم يتوسّم زعيتر خيراً من فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فـ”سياسة الغدارة الأميركية واحدة، لا تتبدّل مع تبدّل الأشخاص، صحيح أنّ لكلّ شخص أسلوبه، ولكن ما سيغيّر ترامب أو غيره هو الميدان وصمودنا في وجه العدو، بالرغم من وجود انقسامات داخلية للأسف، علماً أنّ العدوان هو على كل لبنان”.
وجزم زعيتر بأنّ محاولات إيقاع الفتنة بين اللبنانيين ستفشل كما فشلت في الماضي، وقال: “فلنعد قليلاً إلى الوراء، إلى سنة 1975، فقد رفعنا جدراناً في ما بيننا والدنيا قامت ولم تقعد، لكن في أقلّ من خمس دقائق عدنا إلى أصالتنا وتاريخنا الواحد، مسيحيون ومسلمون، مسلمون ومسيحيون، واليوم احتضان أهلنا للنازحين خير دليل على وحدة اللبنانيين وتضامنهم، بمعزل عن التباينات السياسية”.
وشدّد زعيتر على “أنّ الرهان على الخارج هو رهان خاسر، فعلينا أن نراهن على بعضنا البعض لننجح سوّية ، فلنبحث عن مصلحتنا التي تكمن في أن يواجه الجميع العدوّ، إما بالكلمة وإما بالصمت”. وأكّد “أنّ الغلبة ستكون لأصحاب الأرض والحقّ، وكما قال الرئيس بري: لا حياة بلا كرامة، ولا كرامة من دون تضحيات”