بلدة العين البقاعية، هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل، رزحت تحت العدوان الاسرائيلي الاخير، وهي من أكثر القرى التي تعرّضت للقصف والتدمير. ويؤكّد رئيس بلديتها زكريا ناصرالدين أنّ نحو 30 وحدة سكنية قد تمّ تدميرها بشكل كلّي وسُوّيت بالأرض وباتت تتطلّب إعادة بناء من جديد، كذلك فإنّ 40 وحدة سكنية تحتاج إلى إعادة تأهيل، بالإضافة إلى تضرّر 300 وحدة سكنية، كما أنّ الأضرار لحقت بالممتلكات والمزروعات والسيارات والمؤسسات التجارية وألواح الطاقة الشمسية، والبلدية عاجزة، إذ لم تحصل على قرش واحد في خلال أعوام 2022 و2023 و2024.
ويشرح ناصرالدين أنّ عدد سكان العين الأصليين يبلغ 17,500 نسمة يتوزعون على الطوائف السنّية والشيعية والمسيحية، وقد انتقل 1500 شخص للسكن في أملاكهم فيها، أضف إلى انتقال عدد من النازحين السوريين الى مخيّمين صغيرين ونحو 400 عائلة سورية إلى منازل مستأجرة، ليرتفع بذلك عدد سكان العين إلى حدود 22 الف نسمة.
ويلفت رئيس البلدية إلى أنّ العدو الإسرائيلي قد استهدف بقصفه جزءاً من الأهالي يشكّلون 40 في المئة من سكّان البلدة، فنزحوا منها واليها، فيما نزح نحو 80 بالمئة من السوريين الى عرسال ومشاريع القاع، وعاد قلّة منهم إلى بلادهم. وأشار إلى أنّ النازحين قد غادروا مراكز الإيواء في العين مع إعلان وقف إطلاق النار ، ومن تهدّمت منازلهم تمّت استضافتهم لدى الأهل والأقارب والجيران والمعارف. وفي المقابل، سُجّلت حركة نزوح معاكسة إلى العين.
وسلّط ناصر الدين الضوء على العلاقة بين الطوائف الثلاثة، فبعدما ذكّر بالخلاف السياسي بين أهالي دير الاحمر ومناطق بعلبك ـ الهرمل، أوضح أنه عندما وقعت الحرب رفض أهالي دير الاحمر وشليفا وبتدعي أن ينزح أهالي بعلبك إلى مراكز الإيواء، بل استقبلوهم في منازلهم ، فعلاقة أهالي القرى بعضهم ببعض هي مثال يجب أن تُدرّس في التربية الوطنية، كذلك فإن أهالي القاع ورأس بعلبك وعرسال والفاكهة الجديدة قد أبدعوا في أخلاقياتهم وتصرّفاتهم الراقية، كما عبّر اللبنانيون على مساحة الوطن من خلال احتضان إخوتهم عن وجدانيتهم وأخلاقهم الكبيرة والترفّع عن الحسابات السياسية في وقت الشدّة”.