بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، عند الساعة الرابعة صباح الأربعاء الماضي، وفي انتظار أن تبدأ اللجنة الخماسية برئاسة واشنطن مهمّتها بالإشراف على تطبيقه، لا يزال العدوّ يمعن في انتهاكه عبر خروقاته اليومية المستمرّة، بالرغم من مراجعة لبنان الرسمي لواشنطن وباريس في شأن هذه الانتهاكات.
ويعتبر وزير الداخلية السابق مروان شربل أنّ مهلة الستين يوماً “ستشكّل فترة اختبار للبنان، إذ إنّ اسرائيل ستحاول استدراج “حزب الله” والجيش اللبناني وابتزازهما خلال هذه الفترة، لكنّها لن تنجح حتماً في ذلك”.
ويقول شربل لـ”المدى”: “إنّ وقف إطلاق النار هو لمدّة 60 يوماً بين اسرائيل ولبنان، تنسحب بعدها القوات الاسرائيلية وينتشر الجيش اللبناني على مساحة القرى والبلدات حتى الخط الازرق، فالجيش لم يستلم بعد، و”حزب الله” لم ينسحب بعد، وخلال مهلة الشهرين تنضبط الأمور ويطبّق القرار 1701 وتكون لجنة الرقابة التي وصل رئيسها أمس قد نسّقت مع قيادة الجيش لمراقبة وقف إطلاق النار”.
ويشرح شربل أنّ ما دفعه للتشكيك منذ البداية هو لماذا لم تسمح اسرائيل لمستوطني الشمال بالعودة إلى مستوطناتهم، بينما عاد النازحون اللبنانيون فوراً لتفقّد مناطقهم ومنازلهم؟ وقال:” يجوز أنّ اسرائيل كانت في مكان معيّن تحسب حساباً بأنها ستطلق النار، كما تفعل اليوم، على المواطنين اللبنانيين، ولا تريد أن تحصل أي ردّة فعل على المستوطنين فيما لو عادوا. لذلك كان تقديري في محلهّ عندما تساءلت عن هذا الامر، أضاف: “الآن إطلاق النار يحصل من جهتهم هم، و”حزب الله” لن يردّ عليهم لأن اسرائيل تحاول اليوم استدراجه، والجيش اللبناني هو اليوم تقريباً في أغلب المناطق الحدودية التي ليس فيها تواجد إسرائيلي، ومن اليوم حتى أسبوعين، كما علمت، تبدأ إسرائيل بالانسحاب من بعض القرى، وكلما انسحبت من قرية معينة يستلمها الجيش”.
ورأى شربل أن الجيش اللبناني يستطيع في خلال فترة الشهرين إقامة حواجز لمنع المواطنين من التوجه إلى المناطق التي لا يزال الإسرائيلي منتشراً فيها”.
وحتم بالقول: “لنفترض أن اسرائيل قد انسحبت بعد شهرين، فما هي الضمانة أنها لن تخرق المجال الجوّي والبحري مجدّداً؟ وإذا اعتدت من سيحاسبها”؟