اكد الباحث والمحلل السياسي الدكتور وسيم بزي ان “حجم الأحداث الهائلة في عام 2024 خصوصًا على ضوء ما جرى في سوريا وحربي الجنوب وغزة والمخاض الذي يبدو ان المنطقة دخلت فيه والذي من المبكر محاكمة المآلات النهائية لهذا المخاض الذي قد نكون لا زلنا في مشاهده الأولى والذي يعيد الإصطفافات الإقليمية بطريقة ستؤثر على لبنان سواء داخل البيئة العربية او الإقليمية بالمنطقة”.
وأضاف في حديث ضمن برنامج “مانشيت” عبر صوت “المدى” مع الاعلامية سينتيا بدران: “ما حصل في سوريا كان ثقيلًا جدًا والأكيد ان هناك أطراف خاسرة بشكل واضح ومفهوم الربح والخسارة لا زال مفهومًا متحركًا وأي محاولة لتثبيت قراءات او نتائج ومحاولة البناء عليه سابقة لأوانها. ومن الواضح ان هذا المسار اما ان يحسم الملف الرئاسي في 9 كانون الثاني او ان يرحل الى ما بعد نيسان او ايار 2025 وليس مضمونًا أصلًا ان تكون الظروف والمعطيات والوقائع لا زالت هي نفسها الآن”.
وتابع: يدرك الجميع للمخاطر والتهديدات ما يحتم ضرورة انتخاب رئيسا للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني، ومسألة الاغتيالات هي تهويل وتخيلات صحفية.
وردا على سؤال: الفرنسيون لا يقصّرون بما يجري وما حصل في وادي الحجير في الأسبوع الماضي كان أول حضور للأميركي حين ألزم العدو خلال 3 ساعات بمغادرة المنطقة وكان قد وعد المسؤولين اللبنانيين بهذا الأمر.
وحول ما حصل في سوريا قال: نحن كلبنانيين نتمنى لسوريا الخير ضمن حدودها وعلاقة نديّة مع لبنان تستخلص العبر من كل تجارب الماضي، وبعض اللبنانيين يستعجل ان يستعيد الذاكرة السورية ونتمنى ان تكون السلطات السورية الجديدة واعية للأبعاد وهناك محاولة لترتيب ملف المعتقلين بمسعى من دولة عربية بين لبنان وسوريا. والأخطر انه قد يكون هناك “كوريدورات” سياسية آخذة بالتمظهر من خلال ما حصل في سوريا.
وختم قائلا: وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان قادم الى لبنان في الأسبوع المقبل ولا أعتقد ان السعوديين سيأتون الى لبنان ليلقوا بثقلهم بمعركة تفصيلية لبنانية لها خصوصياتها وتوازناتها السياسية او محاولة الضغط باتجاه مرشح يحتاج للثلثين على الأقل ليأخذ فرصته. من الواضح ان الربط بين توازنات الداخل وتأثير الخارج تعقّد المشهد، ولبنان محصّن دوليًا ومن بعض الدول العربية ومنها دولة قطر لبناء جدار يمنع انتقال أي أوضاع سيئة قد تتطور داخل سوريا الى الداخل اللبناني وهذا يحتاج الى وعي الكثير من اللبنانيين الّا ينقلوا أي واقع سلبي نحو الداخل.