رصد فريق بحثي دولي بقيادة جامعة بيهانغ الصينية، بالتعاون مع علماء من الولايات المتحدة الأميركية والسويد، موجات كونية تُعرف باسم “موجات الكورس”، على بُعد 160 ألف كيلومتر من الأرض، تبلغ تردداتها 100 هرتز، وعند تحويلها إلى أصوات، تشبه زقزقة الطيور.
جاء هذا الاكتشاف عبر تحليل بيانات من مهمة “الغلاف المغناطيسي متعدد النطاقات” (MMS) التابعة لوكالة “ناسا”، والتي أُطلقت عام 2015 لدراسة التفاعلات المغناطيسية بين الأرض والشمس، حسبما ذكرت وسائل إعلام فرنسية.
وكانت “موجات الكورس” تُعتقد سابقًا محصورة في المناطق القريبة من المجال المغناطيسي ثنائي القطب للأرض، لكن الرصد الجديد كشف وجودها في مناطق أبعد، ما يُوسع فهمنا للتفاعلات الكهرومغناطيسية في الفضاء.
وتم رصد موجات مشابهة قرب كواكب أخرى مثل زُحل والمشتري، حيث تُنتج إلكترونات عالية الطاقة قد تُشوّش اتصالات الأقمار الصناعية.
وأوضح الباحثون أن هذه الموجات تنشأ بسبب تفاعلات غير خطية بين الموجات والجسيمات المشحونة في الفضاء، وتلعب دورًا رئيسيًا في تسريع الإلكترونات عالية الطاقة ضمن أحزمة إشعاع الأرض، لتوليد الشفق القطبي النابض في المناطق القطبية، ولا يقتصر هذا الاكتشاف على الجانب النظري، بل يُفتح الباب أمام تطبيقات مهمة، مثل: تطوير تقنيات لحماية الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية من التشويش الإشعاعي.
تحسين تصميم المركبات الفضائية لضمان سلامة رواد الفضاء من الإشعاعات الكونية.
التخفيف من تأثير الطقس الفضائي على البنى التحتية التكنولوجية الحيوية.
من جانبه، وصف تشينغ مينغ ليو، المؤلف الرئيسي للدراسة، هذه الموجات بأنها “واحدة من أقوى الظواهر وأكثرها تأثيرًا في الفضاء”، مؤكدًا أن فهمها سيُسهم في حل ألغاز علمية طويلة الأمد.
ويبرز هذا الاكتشاف كيف تُسهم الأبحاث الكونية في تعزيز التقنيات البشرية، بينما تستكشف أسرارًا جديدة لعالم الفضاء الواسع.
