كشفت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع أن المفاوضات الأميركية- الروسية بشأن النزاع في أوكرانيا تسير بشكل إيجابي جدًا، وقد قطعت شوطًا كبيرًا رغم الصعوبات التي تنطوي عليها، نظرًا لشدة تعقيد المواضيع التي تتناولها.
ومن المعروف أن الدول الكبرى لا تعمل على حل القضايا بشكل منفصل، بل تتبع سياسة “الخطوة بخطوة” وتحاول التوصل إلى اتفاقات تشمل مصالح متقاطعة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أوكرانيا، والشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، وكوريا الشمالية.
لكن اللافت، وفقًا للمصادر، هو عودة الولايات المتحدة وروسيا إلى إمساك زمام الأمور في العالم، في حين أصبحت أوروبا خارج المعادلة.
وتلفت المصادر إلى أن كل المؤشرات تشير إلى أنه تم التوصل إلى “خريطة طريق” لحل النزاع في أوكرانيا، الذي استمر لأكثر من ثلاث سنوات وسط توقعات قوية بأن وقف إطلاق النار قد يتم قبل نهاية شهر نيسان المقبل، على أن يبدأ الحل السياسي بعد ذلك.
ورغم أن هذا الحل سيستغرق وقتاً، إلا أن الخطوط العريضة للمفاوضات متفق عليها، ومن أبرز هذه النقاط أن روسيا ستحتفظ بمعظم الأراضي التي سيطرت عليها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي تبلغ مساحتها 26 الف كلم مربع ويعيش فيها نحو مليوني شخص.
وكانت روسيا قد استردتها من أوكرانيا في عام 2014، ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تتجه إلى الاعتراف بذلك، مما قد يسهم في عودة الاستثمارات إليها بعد توقفها بسبب العقوبات ورفض المجتمع الدولي الاعتراف بضمها من قبل روسيا.
بالإضافة إلى جزيرة القرم، توقعت المصادر أن تحتفظ روسيا أيضًا بالسيطرة على الأراضي التي احتلتها في شرق أوكرانيا، والتي تعادل نحو 20% من مساحة البلاد، أي أكثر من 100 ألف كم مربع.
وأكدت المصادر أن الاتصالات الأميركية – الروسية مستمرة لمعالجة بقية المواضيع العالقة بعد حل قضايا الملاحة الآمنة في البحر الأسود.”