علّق خبراء في الشؤون السياسية والعسكرية على كلام الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مشدّدين على أنه رسم الإطار العام لتوجهات حزب الله للعمل العسكري والسياسي والإنمائي والبلدي في المرحلة المقبلة، والأولويات الوطنية التي تبدأ من تحرك الدولة الدبلوماسي المكثف مع القوى الكبرى والمجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على “إسرائيل” للانسحاب من الجنوب ووقف الاعتداءات على لبنان. ثم الانتقال إلى ثانية الأولويات وهو الحوار بين الدولة والمقاومة للتوصل إلى استراتيجية دفاع وطنيّ تحدّد طبيعة المخاطر والتهديدات وحجمها ووضع آليات لمواجهتها وكيفية استفادة الدولة من المقاومة ضمن هذه الاستراتيجية.
وحسم الشيخ قاسم وفق ما يقول الخبراء لـ”البناء”، استعداد المقاومة للحوار مع رئيس الجمهورية والدولة على قاعدة حماية لبنان واستثمار المقاومة للدفاع، لا التفريط بها. وبالتالي وضع قاسم ورقة قوة بيد الدولة يمكن الاستفادة منها أيضاً في إطار الضغط على القوى الكبرى لإلزام “إسرائيل” بالانسحاب. وثالثة الأولويات هي إعادة الإعمار ودور الدولة في هذا الصعيد وفق ما تعهّدت به في خطاب القَسَم الرئاسي والبيان الوزاري للحكومة، وبالتالي لا نهوض أو إعادة بناء الدولة العادلة والقادرة والقوية والسيدة من دون إعادة إعمار، وبطبيعة الحال انسحاب إسرائيلي من الجنوب ووقف العدوان على لبنان. كما طمأن قاسم إلى أن المقاومة لن تنجرّ إلى دعاة الفتنة الداخلية لا مع الجيش الذي هو شريك الدم والمواجهة والتحرير والدفاع، ولا مع أي طرف داخلي، حيث إن الدولة والجيش ضمانة السلم الأهلي والاستقرار.