خاص المدى – هدنة عيد النصر: هل تشكّل بداية النهاية لحرب روسيا ـ أوكرانيا؟

الثلاثاء ٢٩ نيسان ٢٠٢٥

خاص المدى – هدنة عيد النصر: هل تشكّل بداية النهاية لحرب روسيا ـ أوكرانيا؟

في خضمّ النزاع الروسي ـ الأوكراني المستمر، برزت تطورات لافتة مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة موقّتة خلال احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر في أوائل أيار المقبل. هذا الإعلان ترافق مع محاولات أميركية لإعادة إطلاق مسار التهدئة، وسط تصلّب في المواقف، خصوصًا من قبل كييف المُصرّة على استعادة أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم، مقابل تمسّك موسكو بمطالبها الأمنية والجغرافية. وبين الشروط والشروط المضادة، يطرح المراقبون تساؤلات حول مستقبل هذا النزاع، ودور الولايات المتحدة، والدعم الأوروبي الثابت لأوكرانيا، وفرص الوصول إلى تسوية سياسية تنهي هذه الحرب الدامية.

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الإنسانية في موسكو د. نزار بوش لـ”المدى”: “يبدو أن بوتين يستعدّ لمرحلة جديدة، بعدما حقّق الجيش الروسي انتصارًا كبيرًا في كورسك، وسيطر مجدّدًا على مناطق دخلها الجيش الاوكراني قبل 6 أشهر، واستطاع دحره وتكبيده خسائر فادحة. فبعد هذا النصر، كان بوتين قد أعلن هدنة خلال عيد الفصح،إلا أن اوكرانيا لم تلتزم بها. واليوم، ومع إعلانه هدنة جديدة بمناسبة عيد النصر، يبدو أن الهدف منها تكريم القوات السوفييتية التي انتصرت على النازيين، علماً أن تلك القوات لم تكن روسية فقط بل كانت تضمّ أوكرانيين أيضًا”.

واعتبر بوش أنّ “هذه الهدنة قد تكون بمثابة اختبار لمدى التزام زيلينسكي الذي يتنصّل من تهمة النازية. فإذا التزم بها، قد يتم تمديدها، رغم أنني أستبعد أن يقبل الغرب، لا سيما بريطانيا، أن تتحوّل هذه الهدنة انتصاراً رمزياً لبوتين. فالاحتفالات المرتقبة في الساحة الحمراء بحضور ضيوفه، وأبرزهم الرئيس الصيني، في 9 أيار، ستكون مناسبة له لعرض انتصار كورسك باعتباره انتصارًا جديدًا لروسيا على النازية، وهدية يقدّمها للشعب الروسي، ورسالة قوية للأوكرانيين والغرب مفادها أن روسيا لا تُهزم”.
وتابع بوش: “إذا وافقت أوكرانيا على هذه الهدنة والتزمت بها، فإنها قد تكون مقدّمة لتمديدها أو حتى لمفاوضات سلام. ولكن، أعتقد أن الأمر لن يسير بهذه الطريقة. من المحتمل أن تكون ضربات روسيا القادمة أقوى، كما شهدنا قبل أيام، حين نفّذت ضربات صاروخية باستخدام صواريخ فرط صوتية استهدفت مصانع الدفاع ومخازن الذخيرة في كييف، واستهدفت مركزًا لتجمع الجنود الأوكرانيين والمرتزقة الغربيين”.

وتوقّع بوش أن يتّجه الوضع نحو تصعيد أكبر في حال عدم التزام الأوكرانيين بالهدنة، “فحينها، ستكثّف روسيا ضرباتها لتضعف الجيش الأوكراني بشكل أكبر، والحقيقة الميدانية اليوم تشير إلى أنه يعاني نقصًا حادًا في الأفراد والذخيرة”.
أما ترامب “فيسعى جاهدًا للتوصل إلى سلام، ليس فقط من أجل إنهاء الحرب، بل أيضًا ليقدّم نفسه كرجل سلام ويطمح ربما في الحصول على جائزة نوبل للسلام. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وهو يواصل اتصالاته عبر مستشاره ويتكوف في سبيل التوصل إلى مفاوضات سلام، ولكن رغباته اصطدمت بعدد من العوائق، وأهمها الموقف الأوروبي، ومواقف الصقور المعادين لروسيا في الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة.”
كما أنّ ترامب “يريد تقديم هدية للشعب الأميركي والعالم بمناسبة مرور مئة يوم على تسلمه للسلطة، لكن من المحتمل أن هذا لن يتحقّق، ولن يتمكن من التوصل مع روسيا وأوكرانيا إلى مفاوضات سلام توقف الحرب في الأيام القليلة المتبقّية. ومع ذلك، سيستمر الأميركيون في التواصل مع روسيا لوقف الحرب، لكن هذا لن يتم على حسابها”.

وذكّر بوش بما قاله بوتين، “إذا لم ينصاع الأوكرانيون والغرب لمطالب روسيا، إضافة إلى تنفيذ الضمانات التي قدّمتها عامي 2021 و2022، فإن الجيش الروسي سيواصل تقدّمه، وقد رأينا أخيرًا أنه تمكّن من تحرير عدة بلدات في الدونباس، ويتجه الآن نحو مقاطعة خاركوف. روسيا قد تواصل تحرير البلدات في هذه المقاطعة، رغم أنها لا تُعتبر جزءًا من مناطق الدونباس تاريخيًا. لكن إذا استمرت الحرب، قد تتوجه لتحرير خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة”.

أضاف: “الخسائر الأوكرانية باتت كبيرة، والجيش الأوكراني أصبح منهكًا، ما يجعل استمرار الحرب مرشحًا لأن ينتهي بفرض روسيا الاستسلام على القوات الأوكرانية. أما زيلينسكي، فيبدو أنه يماطل، خشية فقدان منصبه؛ إذ إن ذهابه إلى التفاوض وقبوله بالتخلي عن نحو 20% من الأراضي التي ضمّتها روسيا قد يعني نهاية مسيرته السياسية، وربما يواجه المحاكمة في أوكرانيا. وفي حال استمراره في التصعيد، فسيبقى تحت الضغط العسكري الروسي، فيما الدعم الأوروبي لن يكون كافيًا إذا تخلّت الولايات المتحدة عن دعمه. كما أن أوروبا نفسها بدأت تعاني اقتصاديًا، نتيجة العقوبات التي فرضتها على روسيا وتوقف إمدادات الغاز الروسي الرخيص. فمنذ ثلاث سنوات، كانت التقديرات الأوروبية تشير إلى أن العقوبات ستقوّض الاقتصاد الروسي، لكن الواقع أتى مغايرًا تمامًا، إذ بدأ الاقتصاد الروسي بالنمو، وشهدت الصناعة المحلية تطورًا ملحوظًا. وهكذا، انعكست العقوبات إيجابًا على روسيا، التي أصبحت أكثر اعتمادًا على قدراتها الذاتية”.

أما الغرب، فهو المتضرر الأكبر، برأي بوش، حيث يستمر في دعم أوكرانيا بالمال والسلاح، وإذا تخلت واشنطن عن دعمها لأوكرانيا، فلن يكون الدعم الغربي كافيًا، ولن تتمكّن أوكرانيا من الصمود ربما لأسبوعين أو شهر”.

وأكد بوش الاصرار الروسي على مجموعة من الشروط لإنهاء الحرب والانتقال إلى السلام، أبرزها:
– حيادية أوكرانيا: تطالب موسكو بأن تظل أوكرانيا دولة حيادية، دون انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو تزويدها بأسلحة متطورة قد تُشكّل تهديدًا لروسيا.
– الاعتراف بالأمر الواقع: تُصرّ روسيا على أن تعترف أوكرانيا والغرب بسيطرتها على المناطق الأربع التي ضمتها، وتعتبرها أراضي روسية لن تتخلى عنها.
– شبه جزيرة القرم: تُعدّ القرم خطًا أحمر بالنسبة لروسيا، وترفض التفاوض بشأنها مع أي طرف. وقد أشار ترامب إلى أن القرم أصبحت روسية منذ 12 عامًا، ولا يمكن لأحد استرجاعها أو تحريرها، مما يُعتبر اعترافًا ضمنيًا بسيادة روسيا عليها.
وتؤكد روسيا على ضرورة تقديم ضمانات أمنية، سبق أن طرحتها عامي 2021 و2022، ولا تزال متمسّكة بها.
في المقابل، يُوافق ترامب على الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا، وقد صرّح بأن أصل الأزمة يعود إلى سعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، محمّلًا الرئيسين جو بايدن وفولوديمير زيلينسكي مسؤولية اندلاع الحرب.
ورغم تأكيده على إمكانية إنهاء الحرب بسرعة، أشار ترامب إلى وجود عقبات كثيرة، خاصة من الجانب الأوروبي، الذي يسعى إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وهو أمر أكّد ترامب أنه غير ممكن.

أما في ما يتعلق بخيار تجميد النزاع، فتحدث بوش عن رفض روسيا هذا الخيار كحل دائم، “لكنها قد تقبل به موقّتًا في إطار مفاوضات جادة. إلا أن موسكو تبدي حذرًا بالغًا، مستندة إلى تجربتها السابقة مع اتفاقيات “مينسك”، التي استُخدمت – بحسب اعتراف المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند – كغطاء لإعادة تسليح الجيش الأوكراني بدلاً من الالتزام بتسوية سلمية. لهذا، تصرّ روسيا اليوم على أفعال ملموسة بدلاً من الوعود الكلامية، وترفض تكرار ما تعتبره خديعة سياسية”.

وختم بوش بالقول: “مع استمرار المفاوضات والضغوط الدولية، من المتوقع أن يشهد عام 2025 بداية لنهاية الصراع في أوكرانيا. فرغم التعقيدات، لا يبدو الأفق مسدودًا بالكامل، بل تبقى الحلول ممكنة وقائمة.”
وأضاف أن “أحد أبرز السيناريوهات المطروحة هو إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا تؤدي إلى خسارة زيلينسكي وخروجه من المشهد السياسي، وهو خيار يحظى بدعم ترامب. غير أن العقبة الأساسية تكمن في تمسّك الأوروبيين بزيلينسكي، في محاولة لمنع روسيا من تحقيق نصر سياسي واضح.”

وختم قائلاً: “رغم ذلك، ستستمر المفاوضات ولن تصل إلى طريق مسدود، لأن البديل سيكون الانزلاق إلى حرب أوسع لا يرغب بها لا الروس ولا الأميركيون، وحتى الدول الأوروبية، التي تعاني من أزمات اقتصادية وتراجع في صناعاتها الدفاعية، غير قادرة على خوض مثل هذا التصعيد”.

شارك الخبر

مباشر مباشر

07:19 pm

قتل شقيقه وفرّ إلى جهة مجهولة!

07:14 pm

إعلام العدو: فحص طرد مشبوه وصل إلى مكتب نتنياهو

07:12 pm

الشيباني من الأمم المتحدة: ملتزمون بشكل كامل بالعدالة الانتقالية

07:10 pm

تدابير سير لمناسبة إقامة سباق بيروت ماراتون

07:09 pm

زيلينسكي: روسيا “تجهز لشيء ما” في روسيا البيضاء هذا الصيف

06:35 pm

المندوب الصيني الأممي: على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية والسورية من دون تأخير

06:33 pm

رئيس الوزراء الهندي يمنح الجيش “حرية التحرك” للرد على اعتداء كشمير

06:26 pm

حادث تصادم داخل نفق العدلية باتجاه جسر الفيات يودي بحياة شخص

06:20 pm

بالصور: موكب نتنياهو يتعرض لحادث سير أمام مكتبه ولا اصابات

06:18 pm

إعلام العدو: موكب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لحادث سير في القدس

06:16 pm

“القرض الحسن”: لا علاقة لنا بصناعة أو توزيع هذه الأونصات

06:14 pm

بصعوبة… شفيونتيك تبلغ ربع نهائي دورة مدريد

06:02 pm

مجلس الوزراء السعودي: أمن الشرق الأوسط يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

05:55 pm

توقيف 24 شخصًا في مناطق مختلفة ضمن إطار التدابير الأمنية

05:52 pm

بيكيه ينفصل عن صديقته… وامرأة جديدة في حياته!

05:45 pm

جابر: خطوات ستنعكس نتائجها إيجاباً في خدمة عودة القطاع المصرفي

05:41 pm

وسائل إعلام يمنية: 6 غارات أميركية على مديرية برط العنان

05:37 pm

سلام ترأس إجتماعًا للهيئة الوطنية للمياه والصدي: آلية عملها أقرت ودورها استشاري

05:32 pm

مسؤول إيراني يكشف عن سبب انفجار ميناء رجائي!

05:29 pm

اردوغان: تركيا وإيطاليا ستواصلان تعزيز التعاون في مجال الدفاع

05:24 pm

غوتيريش: الوضع في قطاع غزة من سيء إلى أسوأ

05:17 pm

بعد سنتين من الزواج… طلاق ماريتا الحلاني وكميل أبي خليل

05:14 pm

تكريم أحمد حلمي في حفل افتتاح مهرجان مالمو للسينما العربية

05:07 pm

وزير الخزانة الأميركي: الصين قد تفقد 10 ملايين وظيفة بسبب الرسوم الجمركية

05:07 pm

الوفد القضائي الفرنسي التقى الحجار والبيطار وبحثٌ في قضية انفجار مرفأ بيروت

04:59 pm

وزير مالية تركيا: النمو الاقتصادي في تركيا يواجه خطر التباطؤ

04:54 pm

بيان قطري بريطاني: نؤيد التقدم المحرز في عملية الإصلاح في لبنان

04:49 pm

هذا ما بحثه وزير الدفاع مع زواره

04:49 pm

الحد اليومي للجلوس الذي يُنذر بآلام الرقبة

04:43 pm

الأمير وليام وزوجته كيت يحتفلان بذكرى زواجهما في اسكتلندا

04:41 pm

إعلام العدو: عائلات قتلى الجيش الإسرائيلي تقاطع خطاب نتنياهو وتتهمه بأنه يسحق الإسرائيليين

04:39 pm

توقيف شخص داخل فندق في الحمراء… هذا ما اعترف به

04:33 pm

ميلوني: نهدف للوصول إلى تبادل تجاري بقيمة 40 مليار دولار بين إيطاليا وتركيا

04:32 pm

اختتام دورة جامعة سيدة اللويزة الرياضيَّة المدرسية لعام 2024-2025 برعاية وحضور وزيرة الرياضة والشباب

04:31 pm

الخارجية الفرنسية تندّد بإلغاء إسرائيل تصريح سفر لوفدين فرنسيين

04:20 pm

الصين تعزّي ايران

03:55 pm

الأمم المتحدة: أكثر من 72 ألفا لقوا حتفهم أو فُقدوا على طرق الهجرة منذ 2014

03:45 pm

القناة 12 العبرية: نتنياهو قد يعلن خلال أيام عن رئيس الشاباك الجديد

03:39 pm

شيخ العقل التقى وزير الخارجية والنائب حنكش وقائد الدرك: لقيام حوار وطني جدّي ومسؤول يعالج القضايا الشائكة

03:19 pm

الأردن يدين إغلاق سلطات الاحتلال صندوق ووقفية القدس