رحبت الأسواق المالية الأسترالية يوم الاثنين إلى حد كبير بالفوز التاريخي الذي حققه حزب العمال المنتمي إلى يسار الوسط حيث يعزز ذلك موقف الحكومة في التعامل مع أي تهديد خطير للاقتصاد من حرب التجارة العالمية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
حقق رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز فوزا كبيرا في الانتخابات العامة التي جرت يوم السبت الماضي، مستفيدا من رد فعل الناخبين ضد سياسات ترامب التي أدت إلى هزيمة ثقيلة للائتلاف الليبرالي الوطني المحافظ.
صرّح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، يوم الاثنين، بأنه أجرى «محادثة ودية وإيجابية» مع الرئيس الأميركي ترامب بعد فوزه في إعادة انتخابه على الائتلاف المحافظ بين الحزبين الليبرالي والوطني.
وناقش ألبانيز، الذي يخوض الآن فترة ولايته الثانية، الرسوم الجمركية واتفاقية الدفاع المشترك (AUKUS) مع ترامب، وأعرب عن تقديره لرسالة التهنئة.
وأضاف ألبانيز: «سنتواصل وجهاً لوجه في وقت لاحق». تأثرت الانتخابات في أستراليا بمخاوف ارتفاع تكلفة المعيشة وعدم اليقين بشأن سياسات ترامب، حيث أشار ما يقرب من نصف الناخبين إلى المخاطر المتعلقة بترامب ضمن أهم خمسة مخاوف لديهم.
ورغم تصريحه سابقاً بأنه لا يعرف الكثير عن الانتخابات الأسترالية، أشاد ترامب بألبانيز، واصفاً إياه بأنه «جيد جداً» و«محترم».
وكان ألبانيز قد انتقد سابقاً الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخراً بنسبة 10% على أستراليا، واصفاً إياها بأنها «ليست تصرفاً صديقاً»، ويتقدم حزب العمال في 85 مقعداً من أصل 150 مقعداً، ولا يزال فرز الأصوات جارياً.
ارتفع عائد السندات الحكومية الأسترالية لأجل عشر سنوات إلى نحو 4.31%، مسجلاً أعلى مستوى له في أسبوعين بعد فوز رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بولاية ثانية مدتها ثلاث سنوات في الانتخابات الفيدرالية.
وتعهد ألبانيز بحكومة «منضبطة» تركّز على معالجة قضايا غلاء المعيشة، والتوترات التجارية العالمية، وأكد مجدداً التزاماته تجاه الطاقة المتجددة، وتخفيضات الضرائب، والإسكان، والاستثمار في الرعاية الصحية.
ويُنظر إلى هذه السياسات على أنها قد تزيد الضغوط التضخمية، ما قد يحد من قدرة البنك الاحتياطي على خفض أسعار الفائدة.
في غضون ذلك، ارتفع مؤشر التضخم الشهري لمعهد ملبورن بنسبة 0.6% في أبريل، منخفضاً عن 0.7% في مارس، ولكنه يُمثّل ارتفاعاً ثانياً على التوالي.
ويتطلع المستثمرون الآن إلى اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الأسترالي في مايو، حيث من المتوقع على نطاق واسع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.85%، كما تتوقع الأسواق انخفاضاً إضافياً إلى 2.85% بنهاية العام في ظل تراجع التضخم وضعف آفاق النمو العالمي.